خاصّ- حين يتحوّل احتفال القربانة الأولى في لبنان إلى عرس فاخر
ومع حلول شهر أيّار/مايو، بدأت التّحضيرات في الرّعايا والمدارس لهذه المناسبة الدّينيّة، فرنين ضحكات الأولاد البريئة يصدح داخل أروقة الكنيسة، وصدى صلواتهم الصّادقة يتغلغل في جدرانها.
جرت العادة منذ القدم أن ينتهي الاحتفال الدّينيّ بآخر اجتماعيّ صغير في المنزل تُجاهر من خلاله العائلة بثبات ابنها في يسوع المسيح. أمّا اليوم فتغيّرت المقاييس وتحوّل الاحتفال الاجتماعيّ الصّغير إلى سهرة ترفيهيّة يتناسى خلالها الأهل والأقرباء والأصدقاء الجوهر الأساسيّ لسرّ الإفخارستيّا.
إنطلاقًا من هنا، جال موقع "نورنيوز" الإخباريّ على عدد من المواطنين الذين أجمعوا على أنّ سرّ المناولة الأولى فقد قيمته الرّوحيّة وأنّ الاهتمامات باتت تنصب على الأمور الثّانوية.
ر. ق. مثلًا أكّدت أنّ المدعوين خلال القدّاس الإلهيّ يتلهّون بالتقاط الصّور والسيلفي لنشرها على مواقع التّواصل الاجتماعيّ عوضًا عن الاستماع إلى كلام الرّب الجوهريّ.
من جهته، إ. ي. قال إنّ الأهل يتنافسون من أجل ضمان حجوزات لهذه المناسبة في أرقى المطاعم، وتقديم أغلى التّذكارات التي لا تمتّ أحيانًا للمناسبة بصلة.
أما ر. ق. فأخبر ساخرًا أنّه حضر إحدى حفلات القربانة الأولى وكانت أشبه بعرس، إذ وصلت الفتاة أو "العروس" بموكب كبير ترافقها فرقة زفّة لبنانيّة ومطرب.
تواجه الكنيسة هذه الظاهرة منذ سنوات عديدة، وتعمل جاهدةً على حلّها، فقد عمدت بعض الرّعايا، كرعيّة الصّعود ومار جرجس في ضبيه مثلًا، إلى تنظيم لقاءات روحيّة للأهل بهدف توعيتهم على جوهر هذا السّرّ الأساسيّ ومساعدتهم على تنشئة أولادهم تنشئة روحيّة.
من الجميل المجاهرة والاحتفال بالقربانة الأولى، إلّا أنّ الجمال الحقيقيّ يكمن في تخلّي الأهل عن الماديّات والمظاهر، وفي عيش الجوهر الأساسيّ لينبوع الحياة المسيحيّة، فسرّ الإفخارستيّا يفيض علينا بالنّعم المقدّسة، ومن خلاله يقدّم لنا عربون الحياة الأبدية، نتقبّل المسيح ونثبت فيه.