دينيّة
19 تشرين الثاني 2016, 08:00

خاصّ- الكرمليّ الأب ماري- أوجين للطّفل يسوع طوباويّ جديد

ريتا كرم
عرس قداسة جديد تستعدّ له رهبانيّة الكرمل الحفاة في العالم، عرس ستفرح به السّماء ويعتزّ به قدّيسو الكرمل الّذين لبسوا ثوبه بفخر مقدّس، لأنّه اليوم عشيّة ختام يوبيل الرّحمة الإلهيّة في 19 ت2/ نوفمبر 2016؛ سيعلن الأب ماري- أوجين للطّفل يسوع الكرمليّ طوباويًّا، في التّاريخ الأقرب إلى عيد جميع قدّيسي الكرمل الّذي احتفلت به الرّهبانيّة في 14 ت2/ نوفمبر، فيستمرّ تفتّح أزهار كرمليّة جديدة في صمت الكرمل، "تعطّرها القداسة، نفوس مغرمة بالسّماء، عضدت ببطولتها الإنجيليّة رسالة الكنيسة بأجمعها." (البابا يوحنّا بولس الثّاني)

 

ماري- أوجين أو هنري غريالو فرنسيّ الأصل، وُلد في 2 ك1/ ديسمبر 1894 في غويا في آفيرون، نشأ وفكره يتّجه نحو سرّ الكهنوت ونحو "الله ينبوع كلّ حياة، ينبوع نور، وينبوع حبّ"، مؤمنًا أنّ "منه صدر كلّ شيء، وبه صُنع كلّ شيء".

يخبر الأب نوهرا صفير من رهبانيّة الكرمل الحفاة في لبنان في حديث خاصّ إلى موقع "نورنيوز" الإخباريّ، عن عريس الكرمل الجديد، ملخّصًا سيرته بسطور:

خاض الشّابّ اختبارًا خاصًّا مع تريزيا الطّفل يسوع فدخل الإكليركيّة متابعًا دروسه، وهناك تأثّر بكتابات معلّم الكنيسة ومصلح الكرمل القدّيس يوحنّا للصّليب والقدّيسة الكبيرة تريزا ليسوع الأفيليّة، فاشتعلت في قلبه شوقًا إلى رهبانيّة جبل الكرمل للحفاة في آفون Avon، فدخلها في 24 شباط/ فبراير 1922.

وهكذا بدأت مسيرته الّتي ازدهرت بالصّلاة والتّأمّل وعيش الإيمان تحت سقف القانون الرّهبانيّ الكرمليّ، مسلّمًا حياته للرّوح القدس وللعذراء مريم "بهاء الكرمل ومجده وسلطانته، هي أمّ بكلّ ما للكلمة من معنى، ليس فقط من خلال صلاتها لكن بكلّ شخصها، لأنّها أبهى المخلوقات، والأكثر سحرًا، هي الّتي لديها الابتسامة الأكثر جاذبيّة."

باختصار، عاش الطّوباويّ حياته ليصبح رائدًا في الفضائل الإنجيليّة واللّاهوتيّة والاستسلام الكلّيّ لمشيئة الله، من دون أن تلهيه، عن قداسته، المناصب العديدة الّتي تبوّأها، فكان: مستشارًا عامًّا ونائبًا عامًّا للرّهبانيّة في روما، وزائرًا رسوليًّا للكرمليّات في فرنسا، ورئيسًا إقليميًّا للكرمل في جنوب فرنسا، كما وأسّس جماعة  Notre Dame de Vie أيّ مؤسّسة "سيّدة الحياة" للعلمانيّين والكهنة.

أمّا في الكتابة، فكما معظم الكرمليّين، كانت له ومآثر فكريّة عديدة، أشهرها كتاب "أريد أن أرى الله" الّذي أفرغ فيه كلّ مضمون اللّاهوت الرّوحيّ، فاستحقّ وعن جدارة لقب "المعلّم الرّوحيّ في رهبانيّة الكرمل".

رقد الأب ماري- أوجين بالرّبّ يسوع يوم إثنين الفصح، في 27 آذار/ مارس 1967، بعد صراع مع مرض خطير، فدخل الملكوت محتفلاً بالقيامة مع مريم العذراء "سيّدة الحياة".   

هذا الرّاهب الكرمليّ، بتطويبه اليوم، يحمل دعوة إلى الشّبيبة والعلمانيّين والإكليروس، دعوة ينقلها لنا الأب نوهرا صفير: ففي تطويبه "رجوع إلى الجذور والينابيع الأساسيّة للحياة المسيحيّة، وعي كامل لعظمة دعوتنا ورسالتنا مبتعدين عن حبّ الرفاهيّة والمال والسّلطة، وعي كامل لعيش حياة الصّلاة والتّأمّل منطلقين من كلمة الله وعيشها ونقلها إلى النّفوس العطشى إلى الله، عودة إلى الذّات وفحص للضّمير حول حياتنا وعلاقاتنا مع الله وذاتنا ومع أخينا الإنسان، دعوة إلى مسيرة نموّ شخصيَّة على الصّعيد الرّوحيّ والنّفسيّ والشّخصيّ والاجتماعيّ والأخلاقيّ... فنكتشف جمال وجودنا ودعوتنا مردّدين قوله: "دعوتي هي دعوة لاهوتيّة، وأنا خُلقت حتّى أقود النّفوس إلى الله وأقودهم إلى الاتّحاد بالله."