دينيّة
13 تشرين الثاني 2022, 08:00

خاصّ- الأب نصر: نرى الله عندما يدخل حياة الإنسان يحوّل حياته من عقم إلى ثمار

نورسات
"لوقا، الطّبيب والرّسام واليونانيّ الجنسيّة من أنطاكية-سوريا، وجّه إنجيله إلى تلميذه الحبيب، أحد أشراف الإسكندريّة تيوفيلوس كي لا يضيع التّعليم الحقيقيّ والدّقيق كما استقاه من ينبوع من عايش المسيح وواكب كلّ الأحداث بدقّة. إذا أردنا تفسير الأسماء الوارد ذكرها من تيوفيلوس فبيلاطوس فزكريّا فأليصابات فجبرائيل حتّى يوحنّا، نحصل على الجملة التّالية: "أيّها الابن الحبيب، الصّديق ومحبّ الله البطل ها إنّ الله يتذكّر قسمه لشعبه بكلّ جبروته سيحلّ حنانه على البشريّة كلّها". بهذه المقدّمة استهلّ مدير مكتب الدّعوات ومرشد عام مدرسة سيّدة اللّويزة الأب دومينيك نصر تأمّله للأحد الأوّل من زمن الميلاد حول إنجيل بشارة زكريّا بحسب القدّيس لوقا (1: 1 -25).

وتابع: "يبدأ لوقا بسرد قصّة الخلاص الذي قام بها الرّبّ عبر حدث بشارة الكاهن البارّ زكريّا، عندما كان يواظب على عمله بحرق البخور في الهيكل. هو الذي في شبابه صلّى وترجّى الرّبّ كثيرًا وسنين طويلة بإزالة العار عنه وعن زوجته أليصابات بولدٍ يكمّل مسيرته وسلالته. يئس الكاهن الشّيخ، رضخ للأمر الواقع، نسي ما عمله الله مع إبراهيم وغيره، استسلم معتبرًا أنّه سوف يموت وتموت معه سلالته ويبقى العار سيّد الموقف. وبمجيء الملاك له زال عنه كلّ عار.

نرى الله عندما يدخل حياة الإنسان يحوّل حياته من عقم إلى ثمار، من موت إلى حياة. هذا البيت الذي اعتقد أهل بيته أنّه سوف يموت بحزنه وصمته ها هو اليوم يفرح ويهلّل وسوف يملئ البيت بصوت الطّفل الحبيب."

وأكمل: "زكريّا يمثّل العهد القديم الذي وقع في سبات عقيم، أصبح جثّة لا حياة فيها، كان لا بدّ من أن يأتي حنان الله يقيمه من قبره ويعيد له الحياة بتجسّد الله المخلّص وإقامته معنا. إنّه ليس قصاص بل نعمة الرّجوع إلى الذّات والتّأمل بعمل الله بحياته.

اليوم زكريّا، بعد الصّمت سمع صوت دعوة الله في حياته، بعد الاضطراب والخوف والرّفض طالبًا براهين وضمانات ومن ثمّ إصغاء فقبول وما هي إلّا دعوة الله حتّى يومنا هذا".

وإختتم تأمّله بصلاة قلبيّة: "يا ربّ نحن مثل زكريّا نعيش اليأس، أنت اليوم تقول لنا "أنا معكم كلّ يوم لا تخافوا"، لو مهما طال الانتظار فالوعد سيتمّ والله يومًا لن يخيب بوعده بل يصغي دائمًا إلى أنيننا ويستجيب بالوقت والطّرق المناسبة"."