دينيّة
24 آذار 2016, 08:25

خاصّ - الأب مجدي العلّاوي.. صاحب اليد الممدودة للخدمة الدّائمة

لمناسبة أربعاء أيّوب المقدّس، نظّمت إدارة مدرسة السّيّدة لراهبات العائلة المقدّسة المارونيّات - ساحل علما، برئاسة الأخت داليدا الحويّك، لقاءً مع الأب مجدي العلّاوي على مرحلتين: في الأولى ترأّس الأب العلّاوي رتبة القنديل وهي رتبة يُبارَك فيها الزّيت المقدّس ليُمسح فيه المؤمنون، ليلقي بعدها الأب العلّاوي شهادة حياة رسمت سنين طويلة من العذابات والتّحدّيات المكلّلة بإرادة ووجود يسوع المسيح.

في رتبة القنديل وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى الأب العلّاوي عظة شدّد فيها على أهمّيّة زمن الصّوم حتى في آخر أيّامه عند طوائف التقويم الغربي، مشيرًا إلى أنّ الشّدّة والمشاكل التي يمرّ بها النّاس هي صليب قيامة ورجاء لهم.

ولفت الأب العلّاوي إلى أهمّيّة تبريك الزّيت وقدرة الأخير على شفاء الأوجاع الجسديّة والمعنويّة والنّفسيّة، مندّدًا بكلّ المعتقدات التي ينقلها السّلف والتي تُظهر خوف النّاس من مشحة الكاهن للمريض، فالصّلاة بحسب الأب العلّاوي تعطي النّعم والبركات وثمار مقدّسة وتخلّص النّفوس من كلّ الخطايا.

 وأكّد الأب العلّاوي ضرورة توفّر الزّيت المقدّس والمياه المباركة في كلّ بيت، لافتًا إلى أن وحدها المياه المقدّسة أبعدت الأفاعي والحشرات عن مبنى جمعيّة سعادة السّماء التي يديرها.

وركّز الأخير في كلامه على نعمة المحبّة التي أوصانا بها يسوع المسيح، محبّة كلّ محتاج وفقير بغضّ النّظر عن دينه وعرقه وجنسيّته، وعلى أهمّيّة المسامحة والغفران إضافةً إلى الصّوم والصّلاة والتّوبة، داعيًا المؤمنين إلى التّخلّي عن البغض والحقد والكبرياء وإلى قراءة الإنجيل المقدّس، وطالب الأهل بالتوجّه الى أولادهم قائلين: "نريدكم قدّيسين"، لأن بهذا وحده يخلص شباب اليوم من فساد العالم.

بعد العظة، بارك الأب العلّاوي الزّيت ومسح الموجودين فيه، لينحني بعدها بتواضع لا مثيل له أمام أصغر طفل موجود في القاعة ويطلب منه أن يمسح جبينه.

بعد رتبة القنديل، عُرض شريط مصوّر يلخّص حياة الأب العلّاوي، ليلقي بعده صاحب القلب المجبول بالإيمان وخادم النّفوس المتعطّشة للرّحمة شهادة حياة تكلّم فيها عن التّحدّيات والمصاعب التي عاناها بعد اعتناقه المسيحيّة، وعن علاقته المميّزة بأمّه خصوصًا بعدما نكره والده ورفضه في المنزل.

وأوضح الأب العلّاوي أنّ إرادة الله تفوق كلّ شيء فهو التمس في كلّ مرحلة من حياته وجود يسوع المسيح وتدخّله وتدبيره للأمور بشكل خيّر ومحبّ أدّى إلى وصوله لتأسيس مراكز عدّة لمعالجة المدمنين على المخدّرات والكحول وافتتاح مطاعم تقدّم للفقراء طعامًا مجّانيًا.

وهنا أضاف الأب العلّاوي أنّ السّجناء ليسوا بمجرمين فأسباب كثيرة أدّت إلى تعاطيهم المخدّرات أو إلى لجوئهم إلى السّرقة أو إلى القتل مشدّدًا على أهمّيّة الإهتمام بهم وإعطائهم فرصة ليولدوا من جديد.

كما تطرّق الأب العلّاوي على فقدان القضاء اللّبنانيّ النّزاهة وعلى لامبالاة المسؤولين لمعاناة النّاس، داعيًا المواطنين لانتخاب أشخاص مسيحيّين يعكسون وجود الله في حياتهم ويشعّون بنور المحبّة والخير.

وختم الأب العلّاوي اللّقاء بدعوة المؤمنين، من خلال موقعنا، للمشاركة في قداديس أسبوع الآلام في قرية الإنسان - نهر ابراهيم يوم خميس الأسرار السّاعة الثّامنة مساء، يوم الجمعة العظيمة ودرب الصّليب السّاعة الثّالثة بعد الظّهر، يوم سبت النّور السّاعة الحادية عشرة صباحًا والثانية عشرة ليلًا.