دينيّة
13 كانون الأول 2016, 14:30

خاصّ- أنطوان رزق.. من خادم رعيّة إلى راهب.. فحبيس

تمارا شقير
الهُيام بيسوع المسيح هو مفتاح سرّ الدّخول إلى الحياة النّسكيّة، والهُيام بيسوع المسيح هو شعلة مضاءة داخل قلب كلّ حبيس يحملها طيلة حياته. ليس من السّهل أن يعيش الرّاهب حياة النّسك، وليس من السّهل أن يُكرّس حياته ليسوع المسيح، فكيف لو كان استحباس هذا الرّاهب استحباسًا كلّيًّا وجذريًّا؟

بعد أن بدأ موقع "نورنيوز" مسيرة إيمان للتعرّف على حياة ثلاثة حبساء في دير مار أنطونيوس- قزحيا وبعد أن استهلها بالأب الحبيس يوحنا خوند، يتابع اليوم مسيرة الغوص هذه مع الأب أنطوان رزق.

"احتفى الأب أنطوان رزق بالخدمة الكهنوتيّة لسنين طويلة، إلا أنّ بعد تقدّمه في العمر شعر بانجراف شديد نحو الحياة النسكيّة" هذا ما أكدّه نائب مدير عام مدارس الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة الأب شربل يوسف في حديث خاصّ مع موقعنا مضيفًا أنّ الأب رزق طالب بدخوله إلى الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة.

بعد قبول الرّهبانيّة طلب الأب رزق، اختبر الأخير الحياة الرّهبانيّة، وخضع لعامي الإبتداء في دير كفيفان، لينتقل بعدها إلى دير سيّدة ميفوق.

رغبة الأب بالتنسّك باتت تزداد يومًا بعد الآخر ما دفعه إلى رفع طلب خطيّ إلى الرّئاسة العامة يقتضي باعتناقه الحياة النّسكيّة، فاستجابت الأخيرة ايجابيًا وأرسلت له "بطنطة" - القرار الرّسميّ المختوم والموقّع من الرّئاسة العامة- تفيد بقبولها الطلب.

أمضى الأب رزق أوّل فترة استحباس في محبسة سيّدة طاميش مع الأب الحبيس يوحنا خوند وكانت بمثابة مرحلة اختبار قبل أن ينتقل إلى محبسة مار بولا في دير مار أنطونيوس- قزحيا، والّتي ما يزال يسكن فيها حتى الآن.

من جهة أخرى، يتميّز الأب أنطوان رزق باعتناقه الحياة النسكيّة بجذريتها، وبتنفيذ القوانين بحذافيرها كافة، فأوضح الأب يوسف أنّ الحبيس لا يستقبل أحدًا باعتباره أنّه اختلط في السّابق مع الكثير من النّاس، وأنّ الوقت قد حان الآن للتفرّغ إلى يسوع المسيح. وأضاف الأب يوسف أنّ الأب رزق يشذّ أحيانًا عن هذه القاعدة فيستقبل في حالات استثنائيّة بعض النّاس وذلك بطلب من رئيس الدّير. أما في الأعياد فيُشارك الأب الحبيس في القدّاسات الإحتفاليّة فقط، اذ يتوجه إلى الدّير عند موعد القدّاس ويعود بعد إنتهائه مباشرة إلى محبسته.

اختار الأب أنطوان رزق أن يختلي بيسوع المسيح وقرّر أن يعيش الحياة النّسكيّة بعد اختبار الكهنوت والرّهبنة في حياته، فاجعلنا يا ربّ نتمثل به لنولع بحبّك وتحتلّ قائمة أولاوياتنا، آمين.