دينيّة
10 نيسان 2017, 05:42

حَمَلُوا سَعَفَ النَّخْلِ، وخَرَجُوا إِلى مُلاقَاتِهِ وهُمْ يَصْرُخُون: «هُوشَعْنَا! مُبَارَكٌ الآتِي بِٱسْمِ الرَّبّ، مَلِكُ إِسرائِيل»

خرجت الجموع الكثيرة لملاقاة يسوع وهي تصرخ. لماذا خرجت الجموع ولماذا الصّراخ؟ هل تأثّر يسوع بالتّهليل؟ وحسب نفسه ملكاً نصّبته الشّعوب بالصّراخ؟ حاشا! وكيف يتأثّر وهو العالم أنّ الصرّاخ والتّهليل لا يدلّان على تفاعل الحياة الدّاخليّة بعظمة عمل الله، وما الفرح الّذي دلّت عليه الجموع بحمل السّعف إلّا فرحاً سطحيّاً وما الصّراخ إلّا تعبيراً عن تأييدٍ لملك أرادوه مخلّصاً زمنيّاً.

صحيح هتفت الجموع تقول إنّ الله نظر إلى شعبه، ولكن ماذا كانت فكرة الله لديهم؟ وكيف هو خلاص الله؟ هل يكون بالعنف والسّلاح؟ وما هو معنى الخلاص الّذي تجسّد يسوع وتألّم ومات من أجله؟ وهل يمكن أن ننال الخلاص بدون القيامة؟ هل هي قيامةٌ للأجساد فقط أم هي ولادة الحياة في الحياة الأبديّة؟ نظر يسوع إلى الجموع وأدرك أنّ التّفاعل مع عمل الله لا يكون بالتّهليل والصّراخ بل بوقفة سكون ولحظات صمت ونظرة اندهاش أمام عمل لا يمكن للسانٍ أو هتافٍ أن يعبّر عنه ولا يمكن إلّا لصراخ القلب أن ينفذ إلى فكر الله فتتّحد الحياة الإنسانيّة الدّاخليّة بالحياة الإلهيّة وتعيش الموت ثمّ القيامة.