جدّا يسوع.. قلبان ملؤهما النّعم
عند ذكر والدة الله لا بدّ من تذّكر والديها، يواكيم وحنّة جدّا يسوع، للتأمل بتلك المفارقة المقدّسة: عاقر ترزق بقدّيسة لتصبح بعدها جدّة فادي البشر.
جدّ وجدّة اتحدّا قلبًا وروحًا للمحافظة على عائلتهما المقدّسة، واظبا على الصّلاة وجسّدا معنى المحبّة في كنف العائلة وخارجها.
إيمانهما القويّ دفعهما إلى تقديم فتاتهما إلى الهيكل، تلك الفتاة الصّغيرة، إبنة السّنوات الثلاث التي كبرت لتصبح بعدها هيكل الله.
في ذكرى يواكيم وحنّة نتأمل بعائلاتنا اليوم، وبالحاجة الملحّة إلى ذاك الإيمان القويّ الذّي يثبّت العائلة في محبّة الله ويمنع تشرذمها، فالصّلاة هي الأداة الأقوى لتوحيدها والمحافظة عليها.
بالمحبّة والوحدة والتضامن تُبنى العائلات، وبالصّلاة تتقدّس، أما التربية على محبّة الله فتولّد قدّيسين وقديسات، فعسى أن تتشبّه عائلاتنا بعائلة مريم المتواضعة المواظبة على الصّلاة، العائلة المتّحدة الممتلئة رجاء، ليصبح عالمنا صورة مصغّرة عن قداسة السّماء ويمتلئ من نعم القدّيسين.