دينيّة
12 آذار 2017, 08:00

جازَفَا بإيمان عظيم.. فخَلُصَا

هو بالعلن وهي بالخفية قصدا يسوع غير عابئين بالجموع، إيمان عظيم حرّكهما كلٌ على طريقته موقنين أنّه وحده القادر على خلاصهما.توجها إليه برجاء لا يخيب، فكان لهما ما أرادا، كانت لهما الحياة. هذا هو إنجيل آية شفاء النّازفة وإحياء إبنة يائيروس.

 

يائيروس ارتمى عند قدمي يسوع أمام الجموع طالبًا منه أن يأتي إلى منزله ليشفي ابنته الوحيدة المشرفة على الموت والبالغة اثنتي عشرة سنة. هو رئيس المجمع عند اليهود، جاهر بإيمانه وجازف متوسلًا، متّكلًا على الرّجاء بيسوع، فكان لابنته الخلاص والحياة بملئها.

وفي طريقه إلى منزل رئيس مجمع اليهود، جاءت من خلف يسوع، بصمت وخفية، إمرأة نازفة عمر نزفها من عمر ابنة يائيروس، هي المرأة "النّجسة" بحسب الشّريعة، جازفت بالدخول بين الجموع بإيمان، موقنة أنّها بلمس طرف ردائه ستُشفى، وكان لها ما أرادت.  لم يلحظ أحد من الجموع شفاءها، لكنّ يسوع أراد أن يُعلن إيمانها بإصرار فسأل "من لمسني؟" (لو 8: 45). وبعد أن أعلنت ذاتها، قال لها بكلّ حنان ومحبّة "يا ابنتي، إيمانك خلّصك، فاذهبي بسلام" (لو8: 48). احترم يسوع صمتها وفرح بإيمانها فكان لها الشفاء وأُعيدت لها كرامتها وعادت إليها الحياة.

بلمسة محبّة وحنان، محا يسوع اثنتي عشرة سنة من الألم والعار وأعاد الحياة لإبنة الإثنتيّ عشرة سنة محترمًا مبادرة وشجاعة وإيمان كلّمنهما، فحوّل حياتهما الأليمة إلى سلام وفرح.. يكفي إذا أن نؤمن ونقبل أحداث حياتنا متّكلين على مشيئة الله بشجاعة، موقنين أنّ الصّعاب ليست إلّا جسر عبور إلى الحياة الأبديّة.