دينيّة
30 آب 2017, 13:00

تنظيم داعش يهدّد البابا فرنسيس وروما

ريتا كرم
هو توعُّد بالثّأر من "الكفّار" وتهديد بالوصول إلى روما، هو منطق ليس بغريب عن تنظيم متخفٍّ تحت راية الجهل الّذي يلتحف به تنظيم أطلق على نفسه "تنظيم الدّولة الإسلاميّة" والمعروف بـ"داعش". هو فكر همجيّ بربريّ خجل إنسان القرون الأولى من إبرازه، وهو نفسه الّذي يكرّره عناصر هذا التّنظيم الإرهابيّ في كلّ مرّة ينشر فيها فيديو يفاخر عبره بإنجازاته "الشّيطانيّة" وبخاصّة ضدّ المسيحيّين.

 

ولعلّ الفيديو الأبرز الّذي راح ينتشر مؤخّرًا عبر مواقع التّواصل الاجتماعيّ، بعد سلسلة هزائم ألحقت به في العراق وسوريا ولبنان، هو الّذي يظهر فيه الدّاعشيّون يحاربون في ماراوي- الفليبّين، وفيه يدعون المسلمين المتطرّفين إلى الجهاد في ماراوي. وفيه يفجّرون أيضًا غضبهم وحقدهم داخل إحدى الكنائس الكاثوليكيّة منتهكين مقدّساتها بوحشيّة وإجرام لا يعبّران إلّا عن عدم معرفة الله الحقّة، ممزّقين صورة البابا فرنسيس مهدّدين بالوصول إلى روما: "ليس هذا إلّا جزءًا يسيرًا من ثأرنا. سترون مزيدًا من الثّأر للمساجد الّتي دمّرها الكفّار، بإذن الله تعالى"، هذا ما قاله أبو جندل الماراوي أحد مجرمي داعش الّذي سمح لنفسه باستخدام اسم الله تدجيلاً في بيته المقدّس.

وكان أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان قد وصف التّهديدات، في بيان له على هامش المنتدى الكاثوليكيّ الدّوليّ في مدينة ريمني الإيطاليّة، بـ"الكراهيّة الّتي لا جدوى لها" علمًا أنّه أمر يبعث بالقلق، وقد أكّد أنّ الهيئات المعنيّة توفّر مستوى عالٍ من الأمن في الفاتيكان وأنّ الحرس السّويسريّ جاهز للتّصدّي لأيّ عمل إرهابيّ.

وأمام هذه المشهديّة، تعود إلى ذهننا صورة البابا فرنسيس رجل السّلام والمحبّة والرّحمة والحوار الّذي لا يخشى تهديد ولا وعيد مهما عظُم شأنه. وهو تحديدًا لا يهاب مخالب الشّرّير الدّاعشيّ، وإنّما ذلك لا يزيده إلّا تصميمًا للمضي قدمًا في رسالة السّلام في كلّ بقعة تفتقر إليه في العالم، بخاصّة في البلدان الّتي تنامى فيها الإرهاب فاردًا جناحيه مستغلّاً الدّين لأغراض سياسيّة. ولعلّ أكبر دليل على إصراره كانت زيارته هو "بابا السّلام" إلى "مصر السّلام" بالرّغم من كلّ التّهديدات الّتي ترافقت مع تفجيرات الكنائس، وزيارته المرتقبة إلى ميانمار وبنغلادش أواخر هذا العام هي لدليل قاطع أنّ لا شيء سيوقفه، لا عنف أعمى ولا إرهاب غاشم ولا سيف قاتل.. هو ماضٍ وربّ الحياة يسير قدّامه.