دينيّة
15 كانون الأول 2016, 06:30

تسعة أيّام تفصلنا عن لقاء طفل المغارة...

ريتا كرم
إفرحي يا قلوبًا انتظرت قدومه بفارغ الصّبر فطفل المغارة آتٍ.. تسعة أيام تفصلنا عن ولادة يسوع.. فلنصلّ للقائه بقلوب بيضاء تستأهل استقبال الله بنعمة وخشوع...

 

تسعة أيّام تفصلنا عن لقاء حبيب الآب وسرور قلبه الوحيد، الله الذي صار إنسانًا ليظهر لنا جمال لاهوته.. فلنصلّ في اليوم الأوّل من تساعيّة الميلاد لينير طفل المغارة قلوبنا بأشعّة نعمته السّماويّة فله وحده تنبض القلوب مصلّية...

تسعة أيّام تفصلنا عن استقبال رجاء الآباء الذي لطالما انتظرته الشّعوب، والذي منح بميلاده الرّجاء لبني البشر.. فلنبتعد عن التعلّق بكل ما هو مادّي وأرضيّ ولندرك أهمّية الإتكال على الله وتدبيره الأبوي في حياتنا اليوميّة...

تسعة أيّام تفصلنا عن لقاء القائد الذّي قاد الشّعوب إلى طاعته، فلنصلّ ليعلّمنا الطّاعة الكاملة للوصايا المقدّسة ولرؤسائنا بفرح النّفس ونشاط الرّوح...

تسعة أيّام تفصلنا عن ملاقاة "سوسن النّقاوة"، فلنصلّ لننال عفّة النفس ونقاوة الأعمال لكي نخدمه بقلبٍ نقيّ وجسمٍ عفيف.. فلنصلّ أن يمنحنا تواضع القلب واحتقار الذّات لنمجّد من ترك عزّة لاهوته وأحبّ طبعنا البشريّ...

في تساعية الميلاد، فلنستعد لتناول أسراره المقدّسة ولنسأل وحيدَ الأُقنوم أن يمنحنا إيمانًا حيًّا لنثمر بصدق الإعتقاد وصحّة الأعمال والحكمة لننعم بمحبَّة الفقرِ الاختياري، ونكتفي بما هوَ ضروري لقيامِ حياتنا فقط، مبتعدينَ عن البذخِ جميعَ أيَّامِ حياتنا...