تريزا الطّفل يسوع.. شعلة حبّ
كانت مهما كبرت ونمت في القداسة لا تتخلّى عن تواضعها، فأمامه رغبت أن تبقى طفلة تحاول أن ترتفع إليه بالرّغم من "ضعفها ووهنها" ويغلّف قلبها توق إلى السّماء "حيث نحبّ يسوع من دون تحفّظ أو حدود".
كم هي جميلة هذه القدّيسة، إبتسامتها تحكي الكثير وعيناها تبشّر بسعادة كبيرة ودائمة ما لمستها إلّا في قلب يسوع، فلا يستطيع النّاظر إليها إلّا أن يبحث عن "يسوعها" فيتعلّق به ويحبّه على مثالها؛ فهي الّتي كتبت: "الشّيء الوحيد الّذي أرغب في أن تطلبه نفسي هو نعمة حبِّ يسوع وأن أجعل، قدر إمكاني، كلَّ إنسان يحبّه.."
قبلت واقعها كما هو "بكلّ ما فيه من نواقص" ووثقت أنّه بالرّغم من ذلك ستسلك طريق السّماء معتقدة أنّه "في عصر الاختراعات، لم يعد ضروريًّا أن نتسلّق الدّرج درجة درجة.. هناك المصعد! أنا أريد أن أجد مصعدًا يرفعني إلى يسوع، فأنا أصغر من أن أتسلّق سلّم الكمال، وهي سلّم شاقّة."
واليوم، في عيدك، كوني قدوة لشبيبتنا الضّائعة فيعرفون أن يختاروا "المصعد" الّذي يقودهم إلى الملكوت، علّميهم قوّة الصّلاة واجعليهم يلمسون ما اختبرتِه بنفسك ويردّدون ما اعتدت أن تردّديه: "في بعض الأحيان، حينما أجد روحي في قحط عظيم بحيث لا أستطيع أن أستخرج منها فكرة صالحة واحدة، أتلو بكلّ بطء مرّة الصّلاة الرّبّيّة أو السّلام الملائكيّ، حسبي بهاتين الصّلاتين، أنّهما تغذّيان نفسي وتكفيانها."