دينيّة
11 تموز 2017, 05:30

تحدّى الشّلل وساعد الآلاف.. هل يُرفع قدّيسًا؟

ميريام الزيناتي
"عندما تُصلّي، أطلب طلبين: القدرة على فهم نداء الله، والشّجاعة لتلبية هذا النّداء"، يقول الأب آليوسيوس شوارتز، كاهن الفقراء، الّذي سمع نداء الله ولبّاه، ليرفع مكرّمًا بالرّغم من إصابته بمرض التّصلّب الجانبي الضّموري"ALS".

 

رغبة الإلتحاق بالكهنوت أشعلت قلب آليوسيوس منذ صغره، فحقّق حلمه بالتحاقه بمعهد الكهنوت في بلجيكا، ليُرسم لاحقًا كاهن أبرشية القدّيس مارتين في ولاية واشنطن.

كرّس الأب آليوسيوس مسيرته لـ"عذراء الفقراء"، مقتنعًا بأنّ الله يدعوه لخدمة الفقراء والإعتناء بهم. أُرسل إلى كوريا حيث شهد على أحداث الحرب الدّامية، فانصرف في الحال لخدمة المتضرّرين وبناء المنازل للأيتام.

وبحسب موقع "Catholic News Agency"، لم يكتفِ الأب آليوسيوس بالمساعدة فقط، بل بدأ بجمع التّبرعات وبناء المستشفيات والمصحّات المجّانيّة للمحتاجين والمعوّقين ومصابي الحروب. هذا وأنشأ جمعيتيّ بويز تاون"Boys Town" و غيرلز تاون "Girls Town"، للإعتناء بالأطفال الفقراء.

ولتعزيز رسالته، أسّس الأب آليوسيوس جمعيّة "أخوات مريم"، وجمعيّة "إخوة المسيح"، فازداد عدّد العمّال في كرمة المسيح.

وصلت أعمال الأب آليوسيوس الخيريّة إلى الفليبين حيث ساعد عددًا كبيرًا من المحتاجين، بالرّغم من إصابته بمرض الـ ALS الّذي شلّ حركته.

لم يتوقّف الأب آليوسيوس عن الصّلاة مقدّمًا آلامه على نيّة الفقراء، مكمّلا رسالة الخدمة في المكسيك، قبل أن يُفارق الحياة بسبب حدّة مرضه.

أكملت جمعيّة "أخوات مريم" رسالة الأب آليوسيوس، وها هي اليوم تُقدّم الخدمات في كلّ من كوريا والفيليبين والمكسيك وغواتيمالا والبرازيل وهندوراس، أمّا الأب المندفع فشقّ طريقه نحو القداسة عام 2003 عندما فتح البابا فرنسيس ملفّ تقديسه، مُعلنًا إيّاه مكرّمًا؛ فلنكثّف صلواتنا على نيّته علّنا نربح قدّيسًا جديدًا يغني عالمنا بالنّعم...