دينيّة
07 تشرين الثاني 2016, 13:00

بين آهات الإضطهاد.. المسيحيّون يرفعون الصّوت: "المسيح يكفينا!"

ماريلين صليبي
ما يلبث الاضطهاد يلاحق المسيحيّين أينما حلّوا.. فهو يجاهد ليُضعف عزيمتهم ويفتك بإيمانهم ويضلّل طرقاتهم.. إلّا أنّه قلّما يدرك أنّ لا ألم ولا وجع ولا جرح قادر على إيقاعهم في هاوية الاستسلام والرّضوخ!


هو الاضطهاد يزور حديثًا كوريا الشّماليّة، زيارة ليست الأولى قطعًا في ظلّ الحكم الدّكتاتوريّ القمعيّ السّائد في البلاد، زيارة يضع فيها ضغوطًا قاهرة على المسيحيّين.
من يكرزون بالمحبّة ويسيرون بحسب تعاليم يسوع القائلة: "أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ"، يُعتَبَرون أعداء الدّولة، يرفضهم جيرانهم، فيُرسَلون إلى معسكرات الأعمال الشّاقّة حتّى الموت.
من يسحقون البغض واليأس والخطيئة بخطى الثّبات بالإيمان، يُسحَقون بدورهم تحت دواليب الملّالات؛ ومن يعلِّقون المسبحة المقدّسة على أعناقهم إجهارًا بإيمانهم، يُعلَّقون على صلبان من نار.
آلام مبرحة وعذابات شاقّة يعاني منها مسيحيّو كوريا الشّماليّة ومسيحيّو العالم أجمع، أوجاع قد ينفر منها قارئوها، ولا يتعب منها ضحاياها... فالمسيحيّ الذي يعاني الاضطهاد يتلذّذ بطعمه ولا يشبع من مذاقه الحادّ، إذ يقول مسيحيّو كوريا الشّماليّة المضطَهَدون إنّهم لا يصلّون أثناء اضطهادهم من أجل المزيد من المال والحرّيّة بل من أجل المزيد من الإيمان الذي به يبشّرون بالمسيح في حياتهم.
المسيحيّون الفرحون لمشاركتهم آلام المسيح يتفاجؤون لصلاة العالم من أجلهم، مؤكّدين أنّ هو العالم نفسه من بحاجة إلى الصّلاة، فلا المال ولا الحرّيّة يفرحان القلب والنّفس، بل المسيح وحده يكفي للعيش بالرّجاء الدّائم ولدخول الحياة الأبديّة!