بين الإرهاب البَشريّ والحماية الإلهية...
هي ليست المرّة الأولى التي يستفيق فيها لبنان على فاجعة تهدّد كيانه وتهزّ أمنه، فقد رفرف سواد الإرهاب فوق مدنه وقراه مرّات ومرّات، خاطفاً أغلى شبابه وتاركاً بصمات مرعبة في كل بيت وعائلة. مرّات عدّة هُدّد لبنان لكنّه لم يستسلم فما سرّ هذه القوة؟
لحظات الرّعب التي عاشها ويعيشها لبنان كافية لإسقاط أكبر الجمهوريات، الألم الذي يعيشه اللبنانيون في كلّ مرّة يفقدون حبيباً أو قريباً كاف لقتل الأمل والرّجاء في عيونهم وسرقة العزم من نفوسهم، الّا أنهم في كلّ مرّة تقع فيها الفاجعة يقفون مجدّداً، ينفضون غبار الإرهاب ويكملون المسيرة بعزم وشجاعة.
إذا ما تمعّنا بمصدر قوة اللبنانيين وسبب صمود لبنان بوجه التهديدات كافة، لرأينا عيون قديسين ساهرة على حماية أبنائه وشفاء جراحهم؛ فهؤلاء القديسون ترعرعوا في ظلال هذا الوطن، سكنوا قراه وجالوا في شوارعه، فهل يتخلّون عن موطنهم؟
لبنان اليوم بحماية الله الذي يستمع الى أبناء هذا الوطن القديسين الذين كبروا في كنفه وتركوا عطر القداسة في كلّ شارع من شوارعه، هو اليوم تحت حماية إلهية فكيف يخاف غدر إرهاب بَشريّ؟