بداية سنة الرحمة في صيدا وتأكيدات أن "أهم معنى للرحمة جرى تشويهه تاريخيا هي رحمة الانسان"
بعد كلمة ترحيب وتعريف من السيدة مارلا عيد خوري، القى كلمة اللقاء الروحي الشيخ عامر زين الدين بعنوان "الرحمة في الأديان" قال فيها: " ان رسالة الاديان اصلا هي رسالة رحمة وكمصدر لرسالة ايمان ورسالة محبة وسلام، وهل من دين لا يدعو الى الرحمة والى السلام؟، وتابع، فلو طبق الناس مفاهيم الدين ومفاهيم الرحمة لحل العدل والحق والطمأنينة وتحقق العيش المشترك الواحد، متسائلا عن مقياس الرحمة في ظل ما نسمع ونقرأ من رجال دين يضعون مقاييسهم الخاصة لعناوين مختلفة باجتهاد شخصي بعيد كل البعد عن روح الاديان السماوية، فانما هو اقحام الدين او المذهب لاثبات فكرة والغاء اخرى او لالغاء الآخر".
في مقابل ذلك، أكد المحامي عباس سرور في كلمته التي القاها باسم الحراك الشعبي بعنوان" الرحمة والقانون" ان" الرحمة هي جوهر القانون، وقد يكون مصدر الرحمة في القانون هو المشرع نفسه عندما يتبنى في تشريعه العقابي ظروفا واعذارا مخففة للحكم او اسبابا تبريرية، او عندما يمنح المشرع في تشريعه المدني سلطة تقديرية للقاضي لتمكينه من تقدير ظروف الواقعة القانونية واصدار الحكم الملائم مع روح العدل والعدالة، كما قد يكون مصدر الرحمة القاضي عندما يفصل في نزاع فيجد نفسه امام حالة خاصة تستدعي الرحمة فيفسر القاعدة القانونية الغامضة لما يقع فيها لمصلحة المتهم".
وبدوره القى الاب نقولا الصغبيني كلمة دار العناية بعنوان" الرحمة والعمل الاجتماعي"، اكد فيها ان العمل الاجتماعي هو عمل انساني بامتياز ويطال كل انسان وبعمق، وجذوره تعود الى الايمان، الامر الذي يتطلب من كل انسان ان يتعالى عن المشاريع الضيقة ويلجأ الى الجوهر اي جوهر حياة الانسان المؤمن، فعندها تتحقق الرحمة.
من جهتها، القت الاعلامية في تلفزيون تيلي لوميارت ونورسات ليا معماري كلمة بعنوان " الاعلام والرحمة" أكدت فيها أن" اهم معنى للرحمة جرى تشويهه تاريخيا هي رحمة الانسان ليس عبر مبادرات فردية بل عبر سياسات اقتصادية واجتماعية تحجب الرزق وتمنع الازدهار والرقي للناس، موضحة انه يجب على الاعلام المسؤول ان يلتزم بقضايا الشعب وفي مقدمها كرامته وحقه في العيش، كما يجب عليه تعميم روحية الرحمة بين الناس التي تقتضي ان يساهم كل من موقعه في تعزيز شبكة الامان الاجتماعي القائمة على توفير العمل المقبول والمستدام للفقراء رحمة بعائلاتهم واطفالهم فعندها نعيش مفهوم الرحمة".
وأشارت معماري الى انه لطالما كانت رسالة تيلي لوميار ونورسات هي رسالة انفتاح وسلام واحتضان المجروحين والمتالمين من خلال برامجها التي دخلت الى قلب الانجيل حيث الفقراء هم اصحاب الامتياز من رحمة الله".
اما كلمة جمعية الناس للناس فألقتها الشاعرة أنجل بنت الأرز تحت عنوان "الرحمة والتماسك الاجتماعي" تساءلت في مقدمتها، من أجهضك في رحم الدين فاختل توازن الانسان فينا وبات مشروع دمار يودي الى الهاوية؟، فكل جمالات الكون وبقايا الانسان تحولت من حيث لا ندري من ضحايا الى ثوار، مضيفة، ان المركب يغرق بنا وعلينا بالطواف الايجابي بكل ما أوتينا من رحمة ووعي، من غفران وحب متناسين الاحقاد والطائفية والمرجعية الارضية والمال والفقر ولا نعتنق غير التوكل على الله، مناشدة رواد التواصل الاجتماعي بأن يكفوا عن نشر صور الدم، فبنشرها نكون قد روجنا للارهاب بقصد او عن غير قصد".
وفي ختام المحاضرة، القى الاب عبدو رعد كلمة ناشد في مستهلها الاعلام بأن لا يهتم بأمور السياسة اكثر من القضايا الانسانية وما يتعطش لها الانسان، داعيا كل مؤمن ان يسأل نفسه، ماذا نفعل امام الدمار الذي يجتاحنا من كل حدب وصوب؟ وبرأيه الجواب عندما نعي ان الايمان هو الرحمة وننصهر جميعا في بوتقة وطنية واحدة".
بعد ذلك، قدم الرسام حوماني لوحة مرسوم عليها شعار جمعية الناس للناس عربون محبة وتقدير لعطاءات الجمعية.