دينيّة
15 أيلول 2016, 13:30

بحقّ أحزانك يا مريم...

ماريلين صليبي
يلفّها الأسود الدّاكن، يطعن قلبها سبعة سيوف، تغلّفها آلام مبرحة طيلة حياتها تُوّجت بوجع ناتج عن صلب ابنها وموته، هي مريم العذراء أمّ الأحزان التي تحتفل الكنيسة بعيدها في مثل هذا اليوم أي في 15 أيلول/سبتمبر.

 

يحبس قلب مريم الطّاهر دماءً حارقة، دماء تقطر لترسم محطّات رئيسيّة في حياة مريم العذراء بدءًا من نبوءة سمعان وهروب العائلة المقدّسة إلى مصر وفقدان يسوع في الهيكل، وصولًا إلى حمل يسوع صليبه على طريق الجلجلة والصّلب وتسلّم مريم جسد ابنها يسوع، حتّى دفنه وإغلاق القبر.

كم أنتِ عظيمة يا مريم العذراء.. لأنّك، وبـ"نَعَم" مقدّسة، قبلتِ بشارة الملاك المرسل من الله الآب، فطوّبتك الأجيال وصُنعت فيك العظائم.

برضاك هذا، شاركت إبن الله بالفداء وكمّلت المشروع الخلاصيّ؛ فكنتِ أمًّا ليسوع المسيح المتجسّد بين البشر، أمّ حمت طفلها من الظّلم والقتل، أمّ خافت لضياع ولدها، أمّ شهدت كلّ مراحل آلام ابنها فلقته في طريق الجلجلة وهو يجرّ الصّليب خلفه وحملته بين ذراعَيها ميتًا ملطّخًا بالدّماء محفورًا بالجروح.

بحقّ آلام ابنك وأحزانك يا مريم، ارحمينا لنتحمّل كلّ الأوجاع التي تخترق سكون أيّامنا؛ نحن الضّعفاء في الصّبر والإيمان، زوّدينا بالقوّة والرّجاء لننال فرح القيامة الأبديّ...