دينيّة
18 آذار 2016, 14:02

اليوم الجمعة وبكرا السّبت وبعد بكرا الشّعنينة!

"اليوم الجمعة وبكرا السّبت وبعد بكرا الشّعنينة!"، عبارةٌ سيردّدها اليوم كثيرون من مسيحيّي الطّوائف الغربيّة لتبيان الفرح الذي يشعرون به لحلول عيد الشّعانين قريبًا جدًّا.

يتحضّرون جميعهم، صغارًا وكبارًا، لهذا اليوم المنتظَر. جميلةٌ هي هذه الحماسة التي تغمر الأهل والأطفال في أحد الشّعانين، ولكن جميلٌ أيضًا أن يحمل المؤمنون مع شمعة العيد وأغصان الزّيتون القليل من المعرفة المتعلّقة بهذا اليوم فتزيده خشوعًا وتمجيدًا وإيمانًا.

"شعانين" كلمة عبريّة من "هوشعنا" ومفادها "يا ربّ خلّص". يأتي هذا العيد قبل عيد الفصح بأسبوع ليكون بذلك الأحد الأخير من الصّوم والأوّل من أسبوع الآلام. فاليوم، الجمعة تحتفل الكنيسة بانتهاء زمن الصّوم، وغدًا السّبت بإحياء لعازر، وبعد غد الأحد بعيد الشّعانين.

في قدّاس الشّعانين تقيم الكنيسة زيّاحًا تتذكّر فيه دخول السيد المسيح إلى أورشليم حيث لاقاه الأطفال حاملين أغصان النّخل والزّيتون. فنحمل بدورنا سعف النّخيل وأغصان الزّيتون لنستذكر هذا الإستقبال الحاشد والبهيج لدخول السّيد المسيح إلى أورشليم. 

يطغى على هذا العيد الطابع الإحتفاليّ والعائليّ والإجتماعيّ. فالنّاس يسارعون لشراء الملابس الجديدة دلالة على الإحتفال والتّعظيم الذي قام به السّلف في استقبالهم المسيح الملك. أيُعقَل إذًا استقبال ملكٍ بدون أن نطلّ بأجمل حلّة؟

من جهة أخرى، تعود إضاءة الشّموع إلى شهادتنا لنور المسيح الحاضر في حياتنا. ترتبط الشّموع تحديدًا بزيّاح القيامة الذي فيه وحده كان يُحتفل بمعموديّة المولودين خلال السّنة. فالشّموع علامة على نور المسيح الذي دخل حياة هؤلاء الأطفال وعلامة على القيامة التي تذكّر بمعموديّة الكبار، وقد يكون هذا سببًا لانتقال هذه العادة إلى أحد الشّعانين.

بين الطّقوس الدّينيّة والأبعاد الإجتماعيّة، يبقى عيد الشّعانين عيد اجتماع العائلة والأصحاب، عيد فرح اللّقاء، لقاء الملك بالحشود المؤمنة، عيد الهتاف بأعلى صوت "هوشعنا في العلى"!