دينيّة
02 أيار 2024, 10:00

الهدف للمؤمن الحقيقيّ

تيلي لوميار/ نورسات
بقلم الخوري روجيه كرم

"الهدف للمؤمن الحقيقيّ

 

كثيرون من الأشخاص يعيشون من أجل ذواتهم فقط، وأيضًا بطريقه خاطئة.

هدفهم أن يبنوا ذاتهم، ليس بطريقة روحيّة وإنما بأسلوب عالمي.

لكي يتمّمون أهدافهم قد يسحقون الآخرين وذلك من أجل المحافظة على مكاسبهم.

يقول الربّ يسوع :"من وجد حياته يضيّعها ومن أضاع حياته من أجلي يجدها" (متى10 :39 (

يتكلّم أيضًا الربّ عن إنكار الذات :

"حينئذ قال يسوع لتلاميذه من أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه، يحمل صليبه

ويتبعني" (متى 16: 24(

إنّ مشكلة الغني وقد دُعيَ غبيًّا لأنّه أراد أن يتمتّع على الأرض بخيرات كثيرة وقد

أغلق أحشائه لمحبّة القريب.

"أقول لنفسي يا نفس لك خيرات وفيرة على سنين كثيرة كلي واشربي وافرحي."

لقد اختبر سليمان الحكيم كلّ متع العالم وخرج بخلاصة اختبارية :"فاذا الكلّ باطل وقبض الريح" (جامعه 2: 11).

 

إخوتي الأحباء، إنّ الذي يعيش لنفسه فقط هو شخص أناني وفارغ من الشركة والمحبّة.

لنتأمّل بداود الملك، على الرغم مما يحيط به من كلّ عظمة ورفاهية، فقد قال:

"أمّا أنا فخير لي الإلتصاق بالربّ." (مز 28: 73)

أحبائي، إنّ الذي يعيش للربّ لا تهمّه الأوضاع الخارجية بل يفرح في الربّ في

كلّ شيء وفي كلّ موضع.

كثيرون يرفضون أن يعيشوا للربّ لأنّهم يطلبون المناصب، يتنافسون على المتكئات

ويبغون أن يكون لهم في الكنيسة مركز خاص، وإلّا فإنهم ينعزلون ولا يشاركوا في

نشاط الرعيّة.

كم هو بائس الإنسان الذي يضع شروطًا لكي يشارك في النشاط الروحيّ ويتذمّر

عندما يجابه بأيّ معاكسة.

أخي المحبوب من الله، ينبغي ان يكون لله أهمية كبرى، فلا نتخلّى عنه مهما كانت

الظروف.

كُنْ في ثقه أنّ كلّ ما يجابهك من تحدّيات هو هدية من الله، من أجل النمو الروحيّ

والتواضع وترويض الذات.

المؤمن الحقيقيّ هو الذي يحيى حياة الفرح ويدرك تمامًا أن جميع الأشياء تعمل معًا

لخير الأبناء الذين يحبون الله، لأنّ المحبّة ليست بالكلام ولكن بالعمل والحقّ.

 

بارككم الله وكافائكم على جهادكم، أصلّي من أجلكم.

بشفاعة أمّنا مريم العذراء أستمطر عليكم بركات السماء."