دينيّة
26 نيسان 2017, 13:19

النتاج الفكريّ المسيحيّ في مصر

تميّز النتاج الفكريّ المسيحيّ في مصر منذ بدء القرن التاسع عشر، بغزارته ومواضيعه المتنوّعة، التي تعكس ثراء وغنى التاريخ المسيحيّ القديم لكنيسة الإسكندريّة، ذات التّراث اللّاهوتيّ العريق والتقاليد المسيحيّة العتيقة. وقد تنوّع هذا النتاج بتنوّع الكنائس والطوائف المسيحيّة المختلفة، حيث عكس خصائص ومميزات كلّ كنيسة وطائفة.

 

امتاز النتاج الفكريّ المسيحيّ للكنيسة القبطيّة الأرثوذكسيّة، بكثرة ووفرة المطبوعات من الكتب والمجلّات والدوريّات المختلفة التي تناولت المواضيع الروحيّة والليتورجيّة واللاهوتيّة بأسلوب يتميز بروح المحافظة على التقاليد والتراث.

تشهد الكنيسة الكاثوليكيّة في مصر نمو تيّار ثقافي متجدّد، يسعى لصياغة فكر لاهوتي ذو جسور ترتبط بالواقع الإجتماعي والخصائص الثقافيّة المصريّة والعربيّة،ونجد ملامح هذا التيّار في معظم الكتب والمقالات الحديثة، وفي الدعوة للتجديد الروحي والفكري والمناداة بضرورة الإصلاح والتطوير الإجتماعي. ويرتبط معظم النتاج الفكري الكاثوليكي في مصر بما يصدر عن كنيسة الأقباط الكاثوليك والجمعيّات الرهبانية والهيئات والمؤسسات الكاثوليكيّة العاملة على أرض مصر. فيما يلي نلقي مزيدًا من الضوء على هذا النتاج.

وبهدف التجديد الّليتورجيّ، قام السّينودس البطريركيّ بمراجعة نصوص صلوات قدّاس القدّيس باسيليوس الكبير، وأسرار العماد والتثبيت والخطوبة والزواج، وأعاد صياغتها بأسلوب عربي فصيح، يخلو من العبارات المكرّرة والجمل ركيكة المعنى وعديمة الوضوح، التي كانت تسود في الترجمة العربيّة القديمة للأصل القبطي لهذه الصلوات. 

والجدير بالذكر، أن المنشآت البابويّة للرسالة المسيحيّة في مصر تهتم بدعم ونشر الكتاب الكاثوليكي، ليكون في متناول عامة الشعب المسيحي، وبخاصة الشباب.

 وهناك آمال وتطلعات عُبِّرَ عنها في كلّ النّدوات والمؤتمرات الكنسيّة والرعويّة، بشأن الاحتياج الضروري والمُلِح لتأسيس مطبعة ودار نشر خاصة بالكنيسة الكاثوليكيّة في مصر، وتنظيم وتطوير مكتبات التوزيع الخاصة بالكنائس والرهبنات والرعايا، مع بذل كلّ الجهد، وتوفير كل الإمكانيّات، وتنسيق كلّ الطاقات، في سبيل إنعاش وتقدّم الكتاب والمجلات والمطبوعات الكاثوليكيّة، وكل وسائل الإتصال الحديثة وطرق التعبير الإجتماعي على الأرض المصريّة.