دينيّة
16 تشرين الثاني 2016, 06:30

المسيحيّ من دون قدّاس كأرض لا تشرق عليها الشّمس

ريتا كرم
مسيحيّ من دون قدّاس يشبه أرضًا لا تشرق عليها الشّمس، أرض جُفّت ماؤها فيبست كلّ أشجارها وذبلت كلّ ورودها واختفت عن سطحها معالم الحياة. في حين أنّه "لو أدرك الإنسان قيمة القدّاس لمات من الفرح" (جان ماري فيانيه)، لأنّه أروع هدايا الرّبّ، فيه تتمّ أعجوبة القربان المقدّس في كلّ مرّة تقدّمنا من سرّ الإفخارستيّا، فيه إعلان لانتصار الله على الموت وحبّ عظيم يفيضه على البيعة، فالكنيسة هي "مشفى الخطأة"، تفتح أبوابها في كلّ الأيّام أمام قاصديها، وبخاصّة في يوم الرّبّ.

 

غير أنّ كثيرين، وسط انهماكات الحياة، يجدون في يوم الأحد مناسبة للرّاحة من تعب الأسبوع، ومتنفّسًا للتّنزّه والاستمتاع مع العائلة والأصدقاء والأقرباء، فهو يوم ممتاز لزيارة الأحبّاء ما عدا الحبيب الأوّل والأعظم: الله. لكن هل تدركون ماذا تفوّتون عليكم في كلّ مرّة تغيّبتم فيها عن قدّاس الأحد؟ هل تعلمون ما الأمور الّتي يتلقّاها أطفالكم نتيجة خياركم هذا؟ ألا تدركون أنّه ومن خلال أفعالكم يتعرّف أولادكم على الله، وإن تخلّيتم عن "قدّاس الأحد" تخلّوا هم عن المسيح؟

إنّ الله دعانا إلى "حفظ يوم الرّبّ"، لكن للأسف كثيرون لا يحفظوه إلّا في أوقات فراغهم، وهذا الإهمال لا يعلّم الأطفال إلّا الاستهتار بكلام الرّبّ وعدم التّمسّك بتعاليم الكنيسة أو تطبيقها. إنّه لا يسمح لهم أن ينموا في كنف الجماعة أو يقوموا بدورهم في الكنيسة. فعائلات اليوم باتت تفضّل أن تشرك أطفالها في نشاطات ترفيهيّة على تلك الرّعويّة، فأضحت الكنيسة "عجوزًا" لأنّها تفتقر إلى دم الأجيال الصّاعدة، و"مملّة" خالية من التّشويق والإثارة اللّذين يبحث عنهما أطفال اليوم.

في كلّ تلك الأفكار الّتي من المحتمل أن يكوّنها الأولاد، لن يقدّروا قيمة سرّ الإفخارستيّا "قلب" الكنيسة ولن يفهموا سرّ الفداء أو يلمسوا مفاعليه ونعمه في حياتهم. فهلّا تحرّكنا كأهل مسؤولين وكنّا مثالاً لأطفالنا، وقدوة لهم في الإيمان والصّلاة والممارسات الطّقسيّة وأوّلها القدّاس الإلهيّ.