دينيّة
01 تشرين الثاني 2016, 10:58

الكنيستان الكاثوليكيّة واللّوثريّة بين الانفصال والوحدة

ريتا كرم
في زيارة تاريخيّة وصل البابا فرنسيس إلى السويد أمس الاثنين، سعيًا لوضع حجر الزّاوية في مسيرة المصالحة والوحدة، وإحياء للذّكرى المئويّة الخامسة لبداية الإصلاح اللّوثريّ الّذي بدأ عام 1517.

 

في هذه الزّيارة السّابعة عشرة الّتي تنتهي اليوم، يحيي اللّوثريّون والكاثوليك معًا هذه الذّكرى بعد أن كان يُحتفل بها بشكل جداليّ وبروح معارضة. وتأتي المناسبة كثمرة حوار استمرّ خمسين عامًا انطلاقًا من توصيات المجمع الفاتيكانيّ الثّاني.

البابا فرنسيس هو اليوم في السويد، ليؤكّد أنّ الوحدة هي فوق كلّ الخلافات وأنّ رغبة الكنيستين المشتركة في البقاء متّحدين بالرّبّ لنيل الحياة وإعطاء شهادة فعّالة في الإيمان والرّجاء والمحبّة هي موجودة حقًّا. بتعبيره خلال لقاء صلاة مسكونيّة في لوند شدّد على أنّه "لدينا الإمكانيّة للتّعويض عن مرحلة أساسيّة من تاريخنا متخطّين سوء التّفاهم والخصامات الّتي غالبًا ما منعتنا من فهم بعضنا البعض... فلا ينبغي أن تقودنا نيّة اعتبار أنفسنا قضاة للتّاريخ، بل نيّة فهم أفضل للأحداث فنصبح معلنين للحقيقة".

وتعزيزًا لهذا المسعى، وقّع البابا فرنسيس ورئيس الاتّحاد اللّوثريّ العالميّ الأسقف منيب يونان، على إعلان مشترك وضع حدًّا للضّرر الّذي ألحقه الكاثوليك واللّوثريّون بوحدة الكنيسة، إذ رافقت الاختلافات اللّاهوتيّة الأحكام المسبقة والصّراعات، كما تمّ استغلال الدّين لتحقيق مآرب سياسيّة.

في الظّاهر، يبيّن الإعلان أنّ الكنيستين تعلّمتا أنّ ما يجمعهما أكبر بكثير ممّا يفرّقهما وأنّ السّير باتّجاه الوحدة محتّم مع "رفض كلّ شكل من أشكال العنف الممارس باسم الدّين وتضميد الجراح والشّهادة معًا لإنجيل المسيح من خلال العمل المشترك لصالح السّلام والعدالة وحقوق الإنسان والتّضامن مع الفقراء والمسيحيّين المضطهدين وتعزيز الضّيافة حيال الأشخاص المجبرين على النّزوح من أرضهم بسبب الحروب والصّراعات المسلّحة وحماية الخلق".

مع هذا الإعلان المشترك التّاريخيّ، هل ينجح الكاثوليك واللّوثريّون في تخطّي عقبات الماضي ويسمحوا لله الكرّام أن يغذّي ويحمي مساعيهم ويبقون متّحدين كأغصان حيّة بيسوع؟ هل تتحقّق نظرة البابا القائل: "نحن لا ندّعي القيام بتصحيح مستحيل لما حصل وإنّما أن نخبر هذا التّاريخ بأسلوب مختلف"؟ فهل ينجح الطّرفان في إيجاد الأساليب المناسبة كي تتحوّل الوحدة واقعًا أكثر وضوحًا، ويختفي الألم الّذي سبّبه الانفصال؟