القدّيس إسطفانوس.. تاج الشّهداء
هو أحد الرّجال السّبعة الّذين اختارهم التّلاميذ ليقوموا بالخدمة. اختاروه لأنّه ممتلئًا من الإيمان والرّوح القدس. "امتلأ من النّعمة والقوّة، يأتي بأعاجيب وآيات مبنيّة في الشّعب" (أعمال 6/ 8)، ويتكلّم بحكمة الرّوح ما استطاع أحد أن يقاومها، غير أنّ قومًا من المجمع ثاروا ضدّه فحرّضوا عليه الشّعب والشّيوخ والكتبة "فقبضوا عليه وساقوه إلى المجلس. ثمّ أحضروا شهود زور يقولون: "هذا الرّجل لا يكفّ عن التّعرّض بكلامه لهذا المكان المقدّس وللشّريعة. فقد سمعناه يقول إنّ يسوع ذاك النّاصريّ سينقض هذا المكان ويبدّل ما سلّم إلينا موسى من سُنن." (أعمال 6/ 12- 14)
وأمام غضب هؤلاء راح إسطفانوس يتكلّم مبرهنًا أنّ يسوع هو المسيح المنتظر، غير أنّ قلوبهم استشاطت غضبًا، فانقضّوا عليه بعد أن نظر إلى العُلى وقال: "ها إنّي أرى السّموات متفتّحة، وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله." (أعمال 7/ 56)؛ وراحوا يرجمونه بالحجارة حتّى رقد ضارعًا إلى الله ألّا يحسب عليهم هذه الخطيئة. كلّ ذلك تمّ أمام عيون شاول وبموافقة منه هو الّذي تحوّل لاحقًا من مضطهد للمسيحيّين إلى مبشّر بالمسيح ورسول لكلّ الأمم.
رُجم لأنّه أعلن إيمانه بيسوع المسيح إبن الله، إذ "من خلال محبّته للرّبّ والطّاعة لصوته اختار الشّمّاس إسطفانوس المسيح: الحياة والنّور لكلّ إنسان. وباختياره للحقيقة أصبح في الوقت عينه ضحيّة لسرّ الشّرّ الحاضر في العالم، ولكنّه انتصر بالمسيح!" هكذا وصف الحبر الأعظم بالأمس الشّهيد الّذي تعيّد له الكنيسة اليوم.
وكم من شهيد قدّم نفسه ذبيحة للرّبّ خلال التّاريخ. وكم واحد كان النّور لمن أغمضوا أعينهم عن الله الحقّ والحياة. وكم هم كثيرون الّذين لا يزالون لغاية يومنا يموتون بسبب الاستغلال والعنف والبغض؟!
من أجل هؤلاء الشّهداء، نضرع اليوم بشفاعة الشّهيد الأوّل إسطفانوس، لكي يولدوا في السّماء ويسطعوا كنجمة العيد في قلوب عتّمها الحقد والبغض وأبعدها عن الإيمان وعن روح الله، آمين!