العلمانيّون والعائلة والحياة
أولت الكنيسة الكاثوليكيّة اهتماماً كبيراً للعلمانيّين منذ نشأتها، فهي في المجمع الفاتيكانيّ الثّاني خصّصت وثيقة تدعّم وتعزّز دور هؤلاء الّذي كان قد بدأ مع الرّسل ومعاونيهم فهم كانوا ينتشرون في الأرض نساء ورجالاً مبشرّين؛ وهم مذّاك "نور العالم" والعنصر الحيويّ في الكنيسة.
فبطرس الرّسول كان في رسالته يدعو جماعة المؤمنين أن يكونوا "مبنيّين كحجارة حيّة"، أن يكونوا "بيتاً روحيّاً" لا بل أكثر "كهنوتاً مقدّساً". فهم منذ المعموديّة، يكتسبون كهنوتاً يحوّلهم إلى رسل بشارة، كلّ من خلال موقعه الاجتماعيّ والعائليّ، وعمله يكون بتوجيه الكاهن والكنيسة. معاً يتشاركون في وظائف المسيح "الكهنوتيّة والنّبويّة والملوكيّة" لأجل بناء ملكوت الله بروح منفتحة على كلّ البشر بعيداً عن التّعصّب والعنصريّة والانغلاق على الذّات.
وكما في الكنيسة كذلك في العائلة ينمو دور العلمانيّين، ففي الأسرة وبين الإخوة، كما يقول البابا فرنسيس، "يتعلّم المرء التّعايش البشريّ، ويتعلّم كيف يتعايش في المجتمع. وربما نحن لا نعي دائماً هذا، لكن الأسرة هي الّتي تُدخل الأخوّة في العالم!" فرسالة العائلة الكبيرة "أن تفسح مجالاً ليسوع الآتي، وأن تقبل يسوع في كنفها في شخص الأطفال والزّوج والزّوجة والأجداد إذ أنّ يسوع فيهم".
إذاً، لأجل حياة أفضل مشبعة من روح المسيح ومن تعاليم الكنيسة، لا بدّ للعلمانيّين والعائلة أن يبرزوا وجودهم وينخرطوا في البشارة فيشهدوا للمسيح ويكونوا أيقونة حيّة لإنجيله، فهل نحن مستعدّون؟