دينيّة
07 شباط 2018, 14:47

الرّاحة الدّائمة أعطهم يا ربّ!

ماريلين صليبي
كأس مُرّة هو، لا مهرب من شربها رغم مرارتها وفظاعة طعمها. نُسقى منها مرغَمين، فينزل خمرها في عنقنا كالسّكّين الحادّ الخانق. هذا لأنّنا ضعفاء في الإيمان، نتمسّك بما هو دنيويّ فنشتاق إلى من يغيب عنّا وكأنّه اختفى أبدًا.

 

هو الموت القاسي الذي ينقر أبواب أيّامنا مهدّدًا إيّاها في كلّ حين، موت يتسلّل كالسّارق ليخطف أرواحًا أحببناها.

غير أنّ الرّبّ حاضر أمام هذا الواقع المرير ليسهّل الموت ويوضح ملامحه. هو موت يغيّب المرء صوريًّا لترفرف روحه حيث الفرح والجمال والسّلام.

ولهذا الموت الجميل، تكرّس الكنيسة أسبوعًا كاملًا، هو أسبوع الموتى الذي فيه نتذكّر برجاء وفرح بعيدين عن الغصّة الكافرة مَن غابوا عن دنيا الفناء ليلاقوا دنيا الحقّ.

هي ذكرى مباركة فيها نكثّف صلواتنا الصّادقة من أجل أن ترتفع أرواح من لم يفارقوا خيالنا إلى البيت السّماويّ.

بهذه الصّلوات والقداديس الإلهيّة نريح أرواحهم المتخبّطة بنار المطهر، صلوات أشبه بكوب من المياه يطفئ لهيب النّيران الموجعة.

بهذه الصّلوات نسكت آهاتهم مقرِّبين أرواحهم من عطر الجمال الأبديّ، فندفعهم بالعون والإيمان لنخلّصهم من الخطيئة أبدًا.

في أسبوع الموتى، نصلّي من أجل كلّ من تخلّوا عن هذه الأرض، لكي تصبح المسافة الّتي توصلهم إلى الفردوس أقصر.

ونصلّي بالأخصّ لراحة الموتى الأبرار الّذين يفتقدون إلى من يقدّم إليهم القداديس ويرفع لأجلهم الصّلوات. هم الموتى الّذين تخلّت عنهم الدّنيا وأصحابها فزُجّوا بين أنياب النّيران يتخبّطون وما من معين.. إليهم يا ربّ نرفع صلواتنا من أجل أن تحرّرهم من آثامهم فيربحون مكانًا إلى جانبك في البيت السّماويّ.

ولجميع الموتى المؤمنين نصلّي في هذا الأسبوع المبارك، ليشرّع الرّبّ مملكته السّماويّة مستقبلًا أرواحنا لاحقًا وأرواح من سبقنا، آمين!