الأب باولو دالوليو: على الفاتيكان التدخل لوضع حد لمأساة سوريا
وفي نداء أطلقه بعد أيام قليلة من أحداث حمص واستخدام حق النقض الذي فرضته روسيا والصين على قرار مجلس الأمن بالتدخل، أوضح الأب باولو دالوليو لوكالة آكي الايطالية للأنباء أن "مبادرة الفاتيكان عليها أن تأخذ في الاعتبار حساسية وحِدّة المعاناة الراهنة للجماعات المسيحية الأرثوذكسية البيزنطية، التي تمتلك علاقات وطيدة ببطريركية موسكو، وهي بالتالي تلعب دوراً غاية في الحساسية في هذه اللحظة الحرجة، فضلاً عن الأرمن الذين يمثلون غالبية بين المسيحيين السوريين".
وأشار الكاهن اليسوعي إلى أن "الوضع في سوريا وصل إلى حد يتطلب حشد كل النوايا الحسنة التي من شأنها أن تلعب دور الوساطة وتؤدي إلى تفاوض فاعل بين الأطراف المتنازعة"، معربا عن "الأمل بأن "يوظف الفاتيكان تجربته الطويلة في الحوار مع العالم الإسلامي سنّيا كان أم شيعيا"، محذرا من "خطر أن ينتهي الأمر بالمجتمع السوري المسيحي كذلك العراقي، في ظل الحرب الأهلية الجارية وفي حال تطورها وانتشارها"، ومن هنا تأتي "استحالة إرجاء مبادرة فاعلة تنطوي على محاولة لإقامة حوار مع طهران وموسكو، فضلا عن القاهرة وباريس وأنقرة".
ولفت الأب دالوليو إلى أن "سوريا تعيش مأساة حقيقية"، وبالتالي "ينبغي علينا إيجاد حلول مقبولة لدى الأغلبية العظمى"، محذراً من أن "الأمور إن استمرت على هذا النحو فستؤدي إلى خسارة البلد، وتفكك الشرق الأوسط وشح الآفاق الديمقراطية"، مؤكداً "أنني أعارض وبشكل واضح أي منطق قمعي لمن يفكر بحل الوضع عن طريق العنف وبالأكثر التدخل العسكري والدولي" في سوريا.
وخلص الكاهن الايطالي إلى القول "لقد حان الوقت لكي يقوم المجتمع المدني العالمي بمبادرة فاعلة من خلال إرسال آلاف المرافقين العزل المروجين للسلام إلى سوريا على أساس الاتفاقات المتفاوض عليها، حتى لو كان من جانب واحد فقط".