دينيّة
04 آب 2022, 13:00

استفزّ الشّيطان بأعماله.. فأصبح قدّيسًا

ميريام الزيناتي
"إن مريم العذراء هي حبّي الأقدم، أحببتها حتى قبل أن أعرفها"، يقول جان ماري فيانّيه الّذي لُقّب بـ "خوري آرس". حمل هذا الكاهن محبّة كبيرة لوالدة المسيح خلال مسيرته المباركة الّتي أوصلته إلى عرش القداسة، فمن هو القدّيس آرس وما هي أهمّ مراحل حياته؟

 

وُلد جان ماري فيانّية في فرنسا، وترعرع في كنف عائلة مسيحيّة لم تأبه يومًا للاضطهادات، بل كانت تستقبل الكهنة المهدّدين وتحميهم من ظلم الدّولة ووحشيّة إعداماتها، فنشأ على حبّ العطاء والتّضحية في سبيل الآخر.

استهوى سرّ الكهنوت جان ماري الّذي واجه عقبات عدّة قبل ارتسامه كاهنًا، منها معارضة والده الصّارمة الّذي أراده أن يعمل معه في الحقل، خصوصًا في ظلّ وضع العائلة الاقتصاديّ المتدهور، وصعوبة تعلّمه اللّغة اللّاتينيّة لتأخّره بمتابعة دراسته بسبب النّظام السّياسيّ المتشدّد الّذي أدّى إلى إغلاق مدارس منطقته. هذا وأُجبر على الالتحاق بالخدمة العسكريّة ما أخّر دخوله الإكليريكيّة.

وما إن دخل جان ماري إلى الإكليريكيّة حتّى طُرد منها لعدم قدرته على التّعلّم، فتعلّم على يد كاهن رافقه لمدّة 4 سنوات خارج نطاق الإكليركيّة ليُرسم كاهنًا في التّاسعة والعشرين من عمره.

خدم جان ماري في رعيّة آرس الفقيرة والضّعيفة الإيمان، فعمل على إشعال نار التّقوى فيها ليوصلها إلى القداسة. عمل على ترميم كنيستها الّتي بدأت باستقطاب المواطنين الّذين سرعان ما استعادوا إيمانهم بفضل تبشير الأب جان ماري الّذي لم يستسلم يومًا.

عُرف الأب جان ماري بمواظبته على تقبّل الاعترافات، حيث كان يُمضي نهاره في كرسيّ الاعتراف داعيًا المؤمنين إلى التّوبة. هذا وأسّس مدرسة وميتمًا، ونظّم حملة من أجل إعادة التّبشير في فرنسا.

وبينما كان يُصلّي في إحدى المرّات، هاجم الشّيطان الأب جان ماري الّذي بات يعرف بـ خوري آرس قائلًا: "لو كان هناك ثلاثة مثلك على الأرض، لكانت مملكتي مهدّمة الآن".

وبعد 73 عامًا من محبّة المسيح، توفي خوري آرس شاقًا طريقه نحو القداسة ليصبح شفيع الكهنة والإكليروس الأبرشيّ، فلنصلي اليوم ليكون هذا القدّيس قدوة لكهنتنا لتُقدّس رعايانا ونكتسب المزيد من القدّيسين.