دينيّة
28 تشرين الثاني 2019, 08:00

إسطفانوس الجديد... شهادة، إيمان، رجاء

ماريلين صليبي
للشّهادة عنوان، للصّبر راية، للإيمان دليل، هو إسطفانوس الجديد، قدّيس تستذكر الكنيسة شهادته اليوم بعد أن عاش 53 عامًا في الخشوع والفداء.

 

الدّير كان ملاذه وملاذ أمّه وأخته بعد وفاة والده. بالعلوم والأسفار المقدّسة تثقّف، على روح العبادة والتّقوى تربّى وإلى الفقراء والمحتاجين وزّع كلّ ممتلكاته.

حياته إذًا كانت مرآة للقداسة وصنع الأعاجيب، حياة لم يهتمّ فيها بالمناصب الفارغة.

ولأنّ رئاسة الدّير لم ترقُ له، سكن إسطفانوس الجديد مغارة ضيّقة اتّحد فيها بالنّسك والصّلاة والدّفاع عن الدّين.

إذ متى دقّت موجة محارب الأيقونات باب المسيحيّة، اتّخذ إسطفانوس الجديد موقع المدافع الأوّل عن المسيحيّين مضحّيًا صابرًا متحمّلًا أمرَّ العذابات وأشنع التُّهم.

وبشجاعة متسلّحة بالإيمان، واجه إسطفانوس الجديد الملك الحاكم الظّالم: أخذ درهمًا وطبع عليه رسم الملك ورماه على الأرض وداسه برجله. عندها فاض من الحاكم شلّال من الغضب خصوصًا بعد أن قال له إسطفانوس: "إذا كنت، أيّها الملك، تغضب هكذا لإهانة صورتك المرسومة على هذا الدّرهم، فكيف لا يغضب السّيّد المسيح ووالدته وقدّيسوه، عندما تأمر بتمزيق صورهم وطرحها في الأزقَّة ليدوسها النّاس بأرجلهم؟"

عبارة مباركة هي أشعلت النّار والخجل في آن في فؤاد الملك، إذ ألقى بإسطفانوس في السّجن، إلى جانب 43 راهبًا كانوا مسجونين لأجل ثباتهم في الإيمان.

الرّبّ لم يفارق إسطفانوس أبدًا، فساعده في الاحتمال بإيمانٍ حيّ، به حوَّل إسطفانوس ذلك السّجن إلى معبد يُقيم فيه معهم الصّلاة وكأنّهم في دير.

وأمام هذا الإيمان والرّجاء العظيمين، فاجأ جنديّ الملك إسطفانوس بضربة عصا على رأسه، كانت كافية لتكلّله بالشّهادة ويدخل السّماء قدّيسًا للشّهادة والإيمان والرّجاء.