دينيّة
19 كانون الأول 2018, 14:00

أنا نور العالم!

ماريلين صليبي
"قال الله: "ليكن نور"، فكان نور" (‏تكوين ١:‏٣‏)‏، بهذه الكلمات المباركة أنزل الله على الدّنيا ضوءًا وإنارة يستحيل العيش من دونهما.

 

بالنّور تشرق الشّمس وتأتي الحرارة، بالنّور تتفتّح الأزهار ويعبق عطرها، بالنّور تزقزق العصافير ويستيقظ الصّباح.

النّور إذًا مصدر نشاط وحركة وتجدّد واستمراريّة، يقابله ظلام يحدّد اليأس والألم والمجون.

في الظّلام تتكشّف العيوب وتتأزّم، بالظّلام تسهر العين ويسكر الذّهن، بالظّلام يحكم الفسق وتأتي الخطيئة، فكيف نبعد الظّلام عن حياتنا؟

الله هو نفسه نور هذا العالم، معه توجد الحياة وبغيابه تغيب. الرّبّ هو شعاع الطّريق ومصلاح الدّروب. بتدبيره نسير في الحقّ والخير، بمشيئته نصل إلى الصّلاح والبرّ.

المسيح إذًا شمعة مضيئة تزيل ظلمات حياتنا ومشاكلها، شمعة لا تذوب ولا تُطفأ، شمعة تبثّ الحرارة والإنارة والدّفء والاطمئنان.

يسوع المسيح نور يشعّ في بريّة الشّوك والضّلال، هو من بقلبه الرّؤوف تتحقّق الرّحمة وبجراح جسده تطيب أوجاعنا.

الله نور يشعّ من خلال كلمة الحقّ التي يصدح بها الكتاب المقدّس، فهذا النّور الرّوحيّ الذي يُزرع فينا كلّما طالعنا الإنجيل ينعكس مصباحًا منيرًا أيّامنا وأفكارنا.

فلتجنّب الظّلام وللسّير في نور الله علينا إذًا أن نصغي إلى تعاليمه ونسير بحسب مشيئته هو الذي قال لنا نحن الخطأة: "أنا نور العالم،‏ مَن يتبعني لا يمشي في الظّلام،‏ بل يكون له نور الحياة".‏ (‏يوحنّا ٨:‏١٢‏)‏