أكبر وفد أردني ينطلق إلى مدريد للمشاركة في اللقاء العالمي للشبيبة
نحن من اليوم محط أنظار العالم في بناء كنيسة المسيح الواحدة، المبنية على الإيمان الأصيل، وترتكز على قواعد المحبة الكبيرة، وتبنى بسواعد الشباب القادرين والمؤهلين والمدركين بأهمية وجودهم في مثل هذا الوقت بعالم أخذ ينحدر كثيراً نحو الهوة.
نحن الشباب المسيحي، والأردني بالذات، علينا المسؤولية كبقية شباب العالم لنكون يداً واحدة فنعرف كيف نسير مسيرة المحبة، وطريق الوحدة التي تتجه إلى هدف واحد، وهو يسوع وخدمة الكنيسة الواحدة أيضاً.
نحن اليوم مكلفون لأن نشهد في كل مكان ليسوع الحي بإيماننا الوطيد ومحبتنا الفائقة لنثبت في حمل الصليب مهما اعترانا من تحديات أو صعوبات، فهذه مصدر قوة لنا، لا بل إصرار أكثر، لأن نثبت ونسير دون خوف من أي شيء قد يحط من عزيمتنا وإرادتنا في الحياة مع الله الحي.
سننطلق ونرفع عالياً راية المسيح، لتكون فوق كل راية، وسنحمل هويتنا الأردنية الأصيلة وأعلامنا الشامخة لتعلو وتعانق سماء مدريد.
وفيما نتجه نحو مطار عمان ، مغادرين الى مدريد، أرفع صلاتي لك وأقول:
أيها الرب يسوع ،هبنا عزما أن نسير بثقةٍ ونتحد بك لنكون إسرة واحدة نجتمع على المحبة ونلتقي بحمل الصليب، لنكون لك شهوداً في الأرض كُلها.
ساعدنا يا روح الله لأن ندخل في سر المسيح، وأن نقبل تدبيرك بحياتنا مسلمين ذواتنا بين يديك، ونسألك نحن المنطلقين لنتحد وشباب العالم أجمع لنكون نورك على الأرض ونكون السراج الذي يوضع على المنارة لتظهر أعمالنا الخيرة للناس ليعرفوا أننا أبناؤك الأوفياء، حاملين مصابيح الحب ندور بها من مكان إلى مكان لنبدد بها ظلمة الخطيئة الحالكة. ونسألك أن تطهر قلوبنا من كل رياء وكبرياء، ونسألك أن تثبت خطواتنا في سبيل وصاياك، بالتواضع والتوبة، وأن توجه حياتنا إلى التسامح والوحدة في الإيمان والمحبة الأخوية، واجعلنا أن نكتشف حبك وخلاصك لنا على الأرض لنحيا حياة الفرح والسلام.
وأنت يا مريم أمنا.. ها إننا نوجه حياتنا من خلالك إلى ابنك وإلهنا يسوع المسيح... فأعطينا من حبك وحنانك، بأن نسير معك بثقةٍ، لندرك أنك أنت أم الله وأم الفادي، سلطانة الأرض والسماء. نسألك أن تعطفي علينا نحن الملتمسين شفاعتك لأننا بإتكالنا عليك لا نخيب، بل ننقذ من كل الشدائد. ففيك وضعت كل رجائي يا أم الله، فاحفظينا تحت كنفك.
اجعلينا يا مريم أن نحمل في قلوبنا نور يسوع وصورة وجهه البهي لنعاينه في كل الوجوه البريئة والمسكينة والفقيرة والغنية الآتية من كل مكان على الأرض ليعلنوا فرح اللقاء بخادم الرب والكنيسة قداسة البابا بندكتس السادس عشر، ليلتقوا معاً في حب المسيح وخدمة الكنيسة الكاثوليكية الواحدة الجمعاء، ويشعلوا على أرض اللقاء نار المحبة ويمطروا غيث السلام بصلواتهم وندائهم للآب السماوي له المجد.
اجعلينا يا مريم أوفياء لرسالة ابنك يسوع، وساعدينا أن نكون خداماً أتقياء لكرمه الغني، وأمناء على أسراره المقدسة، لنحيا معه الفرح والسلام، وأن نسير سيرة القديسين الأوائل، لنتحد به وأن نلقاه يوماً في مجده السماوي. آمين