أوروبا
18 أيلول 2024, 08:20

800 عام على سمات المسيح في جسد القدّيس فرنسيس: حياة على غرار الإنجيل

تيلي لوميار/ نورسات
أحيت الرهبنة الفرنسيسكانيّة، في السابع عشر من أيلول/سبتمبر ذكرى القرون الثمانية التي مرّت مذ وسمَتْ جراح المسيح القدّيس فرنسيس. يكشف هذا الحدث، الذي وقع عامين قبل وفاته، عن حياة "نقطة ارتكازها هي علاقة حبّ كبير مع الربّ يسوع"، وفقًا لخادم الرهبنة العامّ، كما نقلت "فاتيكان نيوز فرنسيّة".

 

في أيلول/سبتمبر 1224 انسحب القدّيس فرنسيس إلى جبل ألفيرنا مع بعض الرهبان. في إحدى الليالي، بينما كان يصلّي جاثيًا على ركبتيه، مدّ ذراعيه للتأمّل في معاناة المخلّص على الصليب، فظهر له سيرافيم مصلوب. من الجروح الخمسة لهذا الظهور، انبثقت خمسة أشعّة من الضياء وصلت إلى جانب المتسوّل القدّيس ويديه ورجليه. ومذّاك، أصبح فرنسيس القدّيس الأوّل المعترف به رسميًّا الذي ينال سمات آلام المسيح.  

يتمّ الاحتفال بهذه الذكرى في السابع عشر من أيلول في كلّ سنة وقد انتشر هذا الاحتفال في الكنيسة الجامعة بفضل البابا بولس الخامس في القرن السابع عشر لإيقاظ محبّة يسوع المصلوب في القلوب.

بالنسبة إلى البابا فرنسيس، فإنّ السمات "تذكّر بالألم الذي عانى منه يسوع من أجل حبّنا وخلاصنا". "من خلال الجراح، بالتحديد، تتدفّق إلينا رحمة المصلوب القائم من الموت..."، كما قال عندما استقبل فرنسيسكان توسكانا، في نيسان/أبريل 2024 وذكّر حينها أيضًا بأهمّيّة حياة المسيحيّ المدعو ليكون "مسيحًا آخر" كما أراد القدّيس فرنسيس أن يكون.

بعد ثمانية قرون من وصم مؤسّسهم بجراح يسوع، يواصل الفرنسيسكان موهبة فقير أسّيزي، لعيش الفقر في العالم. إنّ الدعوة الفرنسيسكانيّة هي جزء من هذه الحياة القريبة من المسيح من خلال قراءة متجدّدة للإنجيل.

في الواقع، من خلال سماع المقطع الذي بعث فيه يسوع التلاميذ في رسالة، قرّر القدّيس فرنسيس أن يتّجه بشكل جذريّ نحو المسيح. عندها، لم يأخذ فرنسيس أيّ شيءٍ معه للطريق وسار في الريف معلنًا في كلّ مكان حوله: "ليمنحكم الربّ سلامه". وهكذا بدأت حياة الصلاة والزهد ومساعدة الأكثر حرمانًا.  

إنّ قبول القدّيس فرنسيس للسمات يختم حياة مطابقة لحياة المسيح بـ"واحدة من أكثر العلامات البليغة التي منحها الربّ"، قال البابا، الذي اتّخذ اسم قدّيس أسّيزي.