دينيّة
17 نيسان 2018, 08:00

8 قدّيسين عتيدين، من هم؟

ريتا كرم
ها هم ملائكة السّماء يطلقون من جديد أبواق الفرح مبشّرين بقداسة مرتقبة، لا بل بقداسة ثمانية من خدّام الله وافق البابا فرنسيس مؤخّرًا على فضائلهم البطوليّة، فمن هم؟

 

الكاهن الأبرشيّ فارغيزي بايابيلي مؤسس جمعيّة "أخوات المتروكين"، وُلد في 8 آب/ أغسطس 1876 في عائلة ثريّة هنديّة. في عام 1924، أصاب البلاد فيضانًا رهيبًا فشرّع أبواب رعيّته إلى ملجأ أوى فيه من شرّدتهم الكارثة وجعلتهم بلا مسكن، ونتيجة ذلك وُلدت في قلبه رغبة في تأسيس جمعيّة رهبانيّة لخدمة الفقراء. وهكذا كان! وها هي اليوم تنمو وتتوسّع من خلال مراكز عديدة تضمّ أطفال الشّوارع والمسنّين المتروكين بمفردهم، والمتسوّلين ومرضى السّرطان والإيدز الّذين وصلوا إلى المراحل الأخيرة، وذوي الإعاقات الجسديّة و الذّهنيّة. ومن هذه الجمعيّة تفرّعت كذلك مدارس وحضانات ومراكز للعلاجات المخفّفة. في 5 ت1/ أكتوبر 1929، أصيب الكاهن بالتّيفوئيد فانطفأ نوره الأرضيّ.

 

الكاهن الأبرشيّ إيمانويلي نونيش فورميغاو، مؤسّس جمعيّة "راهبات سيّدة فاطيما". وُلد في 1 ك2/ يناير 1883 في البرتغال في تلك الأرض الّتي عبقت برائحة عذراء فاطيما، فعاش ساعيًا إلى نشر التّعبّد لمريم العذراء في بلاده، علمًا أنّ شكوكًا دغدغت عقله في بادئ الأمر حول ظهورات لورد إلّا أنّها تبدّدت بإلهام سماويّ ورافق بمحبّة الرّعاة الثّلاثة، ودوّن خبرته تلك في كتب ومقالات عديدة. ولشدّة تعبّده لمريم، أبت روحه أن تفارق الحياة إلّا في فاطيما في 30 ك2/ يناير 1958.

 

الكاهن لودوفيكو لونغاري، كاهن جمعيّة "كهنة القربان الأقدس"، وُلد في إيطاليا في 20 حزيران/ يونيو 1889. خلال الحرب العالميّة الأولى، وُضع في الصّفوف الأماميّة على الجبهة، وما كانت تلك التّجربة عائقًا أمام التزامه بالاحتفال يوميًّا بالقدّاس الإلهيّ. أمّا بعد الحرب فنشّأ الكهنة على كلمة الرّبّ وأقام لهم رياضات روحيّة عديدة. تميّز الرّئيس العامّ الثّامن للجمعيّة بتعبّده للقربان المقدّس فكان القدّاس بالنّسبة إليه عيدًا، وجسد ودم المسيح محور اهتمامه العميق فيمضي وقتًا طويلاً متأمّلاً بهذا السّرّ العجيب ناقلاً إلى المؤمنين خشوعًا ورهبة عظيمين. توفّي في 17 حزيران/ يونيو 1963.

 

إليزابيث برويير مؤسّسة "راهبات المحبّة" في أوتاوا، وُلدت في كندا في 19 آذار/ مارس 1818. أسّست الكثير من المدارس والمستشفيات ودور الأيتام ومراكز للمسنين. مدّت يد المساعدة لكلّ محتاج من دون استثناء، مهما كان دينه أو جنسه، إثر تفشّي وباء التّيفوئيد عام 1847، وكانت اليد البيضاء، بالمادّة والرّوح، لأشدّ النّاس فقرًا. عانقت الله في سمائه في 15 نيسان/ إبريل 1876.

 

مارغريتا ريتشي كورباسترو مؤسّسة "خادمات قلب يسوع الأقدس"، وُلدت إيطاليا في 6 ت1/ أكتوبر، واظبت على الصّلاة، خدمت الفقراء، ونشطت في الأعمال التّربويّة والخيريّة. سافرت إلى كنف عريسها السّماويّ في 7 ك2/ يناير 1923.

 

فلورنسا جوفانا بروفيليو مؤسّسة جمعيّة "راهبات الحبل بلا دنس الفرنسيسكانيّات" في ليباري. وُلدت في إيطاليا في 30 ك1/ ديسمبر 1873، إلّا أنّها ركبت قافلة الهجرة مع والديها باتّجاه الولايات المتّحدة حيث عملت في أحد مصانع العائلة. العمل لم يطفئ شمعة دعوتها فانضمّت إلى الرّهبنة الفرنسيسكانيّة وأسّست الجمعيّة لدى عودتها إلى روما منمّية في نفوس راهباتها المحبّة كمحرّك أساسيّ لخدمتهنّ، وأنشأت دورًا للأيتام والمسنّين وذوي الإعاقات إلى جانب الحضانات والمدارس والمستشفيات. إنتقلت إلى الأخدار السّماويّة في 21 شباط/ فبراير 1956.

 

ماريا دولوريس دي كريستو مؤسّسة جمعيّة "خادمات المسيح الملك المرسلات". وُلدت في باليرمو في 16 ك1/ ديسمبر 1888. كرّست حياتها للكرازة من خلال تعليم الأطفال ومساعدة المسنّين والمرضى، ورعويّة الدّعوات والمرافقة الرّوحيّة، فشعّت "كالمصابيح الموقدة أمام سرّ يسوع" قبل أن تضيء السّماء بنورها المقدّس في 27 حزيران/ يونيو 1967. 

 

خوستا دومينغيس دي فيداوريتا إي إيدوي رئيسة الإقليم الإسبانيّ لجمعيّة "بنات المحبّة للقدّيس منصور دي بول". وُلدت في إسبانيا في 2 ت2/ نوفمبر 1875، واجهت الاضطهاد إبّان الحرب الأهليّة بشجاعة وفرح تحت شعار "الامتلاء بالله، هبة الذّات للفقراء، وعدم الخوف من أيّ شيء ومن أيّ شخص". إعتقلت وما أوقفها شيء، بل شجّعت أخواتها على الشّهادة أمانة للمسيح. مع نهاية الحرب، أطلقت عملاً كبيرًا للمصالحة والمغفرة. توفّيت بالله في 18 ك1/ ديسمبر 1958.

 

واليوم، تحلّ هذه البشرى لتزيد على فصول القداسة في كنيستنا فصلاً جديدًا زاخرًا بالأمثولات والشّهادات الحيّة، عنوانها الإيمان والفرح والعطاء والتّضحية والشّهادة لأجل المسيح.