صحّة
06 أيلول 2021, 06:20

55 مليون شخص مصابون بالخرف ومنظمة الصحة العالمية تدعو إلى تحسين الدعم المقدّم لهم

الأمم المتّحدة
كشفت منظمة الصحة العالمية أن أكثر من 55 مليون شخص حول العالم (8.1% من النساء و5.4% من الرجال فوق سن 65 عاما) مصابون بالخرف، مشيرة إلى أن عدد المصابين بهذا المرض آخذ في الارتفاع.

ونشرت المنظمة، تقريرًا عن حالة الاستجابة الصحية العامة للخرف في العالم، أشارت فيه إلى توقعاتها بأن يرتفع هذا العدد إلى 78 مليونا بحلول عام 2030 وإلى 139 مليونا بحلول عام 2050.  

وأفادت المنظمة الأممية بأن ربع بلدان العالم فقط لديها سياسة أو استراتيجية أو خطة وطنية لدعم الأشخاص المصابين بالخرف وأسرهم. ويقع نصف هذه البلدان في الإقليم الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية، فيما يتوزع النصف الآخر منها بين الأقاليم الأخرى.  

يحرم الخرف ملايين البشر من ذكرياتهم واستقلالهم وكرامتهم- الدكتور تيدروس

يشار إلى أن مرض الخرف هو نتاج لمجموعة متنوعة من الأمراض والإصابات التي تؤثر على الدماغ، مثل مرض ألزهايمر أو السكتة. ويؤثر الخرف على الذاكرة وسائر الوظائف الإدراكية والقدرة على أداء المهام اليومية. وتعد الإعاقة المرتبطة بالخرف السبب الرئيسي في ارتفاع التكاليف المتعلقة بالمرض، وفقا لمنظمة الصحة العالمية.

وتشير تقديرات المنظمة إلى أن التكلفة العالمية للخرف ناهزت 1,3 تريليون دولار في عام 2019. ويتوقع أن ترتفع التكلفة إلى 1,7 تريليون دولار بحلول عام 2030، أو 2,8 تريليون دولار باحتساب الزيادات في تكاليف الرعاية.  

وقال الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، مدير عام منظمة الصحة العالمية: "يحرم الخرف ملايين البشر من ذكرياتهم واستقلالهم وكرامتهم، بل يحرمنا نحن أيضا من أشخاص نعرفهم ونحبهم."

وأضاف أن "العالم يخذل المصابين بالخرف، وهذا يؤلمنا جميعا. فقبل أربع سنوات، اتفقت الحكومات على مجموعة واضحة من الغايات لتحسين رعاية المصابين بالخرف. بيد أن الغايات وحدها لا تكفي."

وقال إننا نحتاج إلى تضافر الجهود "لضمان تمكين جميع المصابين بالخرف من العيش في كنف الدعم والكرامة اللذين يستحقونهما".    

 

ضرورة تقديم المزيد من الدعم

ويسلط التقرير الضوء على الحاجة الماسة إلى تعزيز الدعم على الصعيد الوطني، سواء من حيث رعاية المصابين بالخرف، أو دعم القائمين على رعايتهم، في البيئات النظامية وغير النظامية.  

وتشمل الرعاية المطلوب تقديمها للمصابين بالخرف الرعاية الصحية الأولية، والرعاية المتخصصة، والخدمات المجتمعية، وإعادة التأهيل، والرعاية طويلة الأجل، والرعاية الملطفة.  

ورغم أن معظم البلدان التي قدمت معلومات إلى مرصد المنظمة العالمي المعني بالخرف أفادت بأنها توفر بعض الخدمات المجتمعية للمصابين بالخرف، فإن مستوى الخدمات في البلدان مرتفعة الدخل أعلى مقارنة بالبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.  

وفي البلدان مرتفعة الدخل أيضا، يسهل الحصول على أدوية علاج الخرف ومنتجات النظافة الصحية والتكنولوجيات المساعدة وتهيئة البيوت وفق الاحتياجات، واسترداد نسبة أكبر من التكاليف ذات الصلة، مقارنة بالبلدان الأدنى دخلا.  

 

تنسيق الأبحاث بشأن الخرف  

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، أفضت سلسلة التجارب السريرية غير الناجحة في علاج الخرف، بالاقتران مع ارتفاع تكاليف البحث والتطوير، إلى تراجع الاهتمام ببذل جهود جديدة. بيد أنه لوحظت مؤخرا زيادة في تمويل الأبحاث المتعلقة بالخرف، لا سيما في البلدان المرتفعة الدخل مثل كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية. فقد رفعت الولايات المتحدة استثماراتها السنوية في الأبحاث المخصصة لمرض ألزهايمر من 631 مليون دولار في عام 2015 إلى نحو 2.8 مليار دولار في عام 2020.  

وشددت الدكتورة تارون دوا، رئيسة الوحدة المعنية بصحة الدماغ بالمنظمة على أهمية توجيه جهود الأبحاث المتعلقة بالخرف نحو هدف واضح وأن تنسق تنسيقا أفضل من أجل تحسين فرص نجاح تلك الأبحاث.

"ولهذا السبب وضعت المنظمة مخططا أوليا للأبحاث المتعلقة بالخرف، من خلال آلية تنسيق عالمية ترمي إلى تنظيم جهود البحث وتحفيز اتخاذ مبادرات جديدة."

ودعت الدكتورة تارون دوا إلى ضرورة أن ينصب التركيز الهام لجهود الأبحاث في المستقبل على إدماج الأشخاص المصابين بالخرف والقائمين على رعايتهم وأسرهم، مشيرة إلى أن ثلثي البلدان التي قدمت معلومات إلى مرصد المنظمة العالمي المعني بالخرف أفادت بأن الأشخاص المصابين بالخرف "نادرا" ما تم إشراكهم أو أنه لم يشركوا قط.  

 

تقدم في حملات التوعية والتثقيف بالمرض

تقول منظمة الصحة العالمية إن ما يبعث على المزيد من التفاؤل هو إحراز البلدان، في جميع الأقاليم التي تغطيها المنظمة، تقدما جيدا في تنفيذ حملات توعية عامة لتحسين فهم الجمهور للخرف، "وقد تسنى ذلك بفضل الدور القيادي القوي الذي يضطلع به المجتمع المدني."

ونفذ ثلثا البلدان، التي قدمت معلومات إلى المرصد، حملات توعوية. واتخذ ثلثا البلدان إجراءات لتحسين إمكانية وصول المصابين بالخرف إلى البيئات المادية والاجتماعية، وتوفير التدريب والتثقيف للفئات السكانية خارج قطاعي الصحية والرعاية الاجتماعية، مثل المتطوعين والشرطة وخدمات الإطفاء والمستجيبين الأوائل.