الفاتيكان
20 تشرين الأول 2021, 06:30

35 دقيقة جمعت البابا فرنسيس برئيس الوزراء الفرنسيّ، ماذا في التّفاصيل؟

تيلي لوميار/ نورسات
لمدّة 35 دقيقة، استقبل البابا فرنسيس يوم الإثنين، رئيس الوزراء الفرنسيّ جان كاستيكس خلال زيارته إلى روما والفاتيكان، لمناسبة مرور مئة عام على إقامة علاقات دبلوماسيّة بين فرنسا والكرسيّ الرّسوليّ، يرافقه إضافة إلى عقيلته، وزيرا الخارجيّة والدّاخليّة الفرنسيّان، علمًا أنّها المرّة الأولى الّتي يزور فيها رئيس وزراء فرنسيّ الفاتيكان ويلتقي بالحبر الأعظم منذ زيارة رئيس الحكومة الأسبق فرنسوا فييون بنديكتوس السّادس عشر في العام 2009.

بعد اللّقاء، قام كاستيكس بجولة على كابيلا السّكستين والبازيليك الفاتيكانيّة، وقدّم له البابا نسخة عن رسالته الأخيرة لمناسبة اليوم العالميّ للسّلام، ونسخة عن وثيقة الأخوّة الإنسانيّة.

ثمّ توجّه إلى الضّيف الفرنسيّ إلى "فيلا بونابارت"، مقرّ السّفارة الفرنسيّة لدى الكرسيّ الرّسوليّ، للمشاركة في طاولة مستديرة نُظّمت للمناسبة، بحضور أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بييترو بارولين، الّذي منحه وسامًا واستضافه على مأدبة الغداء بحضور أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان للعلاقات مع الدّول المطران بول ريتشارد غالاغر.

خلال الطّاولة المستديرة، شدّد الطرفان على أهمّيّة العلاقات القائمة بين فرنسا والكرسيّ الرّسوليّ منذ مائة سنة، وذلك على الرّغم من بعض الأزمات الّتي طبعت تاريخ العلاقات بينهما، لا خلال القرن الماضي وحسب إنّما على مرّ التّاريخ. وتوقّف بارولين عند العلاقة القائمة بين الكنيسة الكاثوليكيّة في فرنسا والدّولة العلمانيّة، مسلّطًا الضّوء على نتائج العلاقات الثّنائيّة اليوم، وفي طليعتها: احترام حقوق الإنسان، إرساء أسس السّلام والاستقرار، الدّفاع عن الأقلّيّات الدّينيّة وتعزيز الحوار بين الأديان، بالإضافة إلى الالتزام لصالح البيئة، مذكّرًا بالرّسالة العامّة للبابا فرنسيس "كن مسبّحًا" والدّعم الّذي قدّمته هذه الوثيقة للجهود الفرنسيّة، خلال قمّة الأمم المتّحدة للتّغيّر المناخيّ "كوب 21" في باريس.

كما أكّد بارولين على التّعاون الدّبلوماسيّ الثّنائيّ في منطقة الشّرق الأدنى ورغبة الطّرفين في تحقيق الاستقرار فيها وضمان احترام الحرّيّات الدّينيّة والحقوق الأساسيّة للكائن البشريّ، مسطّرًا المكانة المميّزة الّتي يحتلّها لبنان في هذا الإطار، مشيرًا إلى أنّ فرنسا والكرسيّ الرّسوليّ يتقاسمان مسؤوليّات على الصّعيد العالميّ مع أنّ الأهداف والوسائل قد تختلف بين الطّرفين.

من جانبه، وبحسب "فاتيكان نيوز"، شدّد رئيس الوزراء الفرنسيّ على مواقف الكرسيّ الرّسوليّ الرّافضة للحقد والانقسامات، كما أوضح أنّ مفهوم العلمانيّة يقضي بالفصل بين صلاحيّات الدّولة والكنيسة، وأشار إلى أنّ الدّولة أصدرت قوانين عصريّة بشأن النّظام العامّ للجمعيّات الثّقافيّة والأبرشيّة في فرنسا.