الفاتيكان
18 أيار 2020, 11:15

3 صفات تميّز بها البابا يوحنّا بولس الثّاني، ما هي؟

تيلي لوميار/ نورسات
في المئويّة الأولى لولادة كارول فويتيوا، سأل البابا فرنسيس الله الّذي دعا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني لكي يقود الكنيسة بأسرها، أن نتقوّى بتعليمه وأن نفتح قلوبنا بثقة على النّعمة الخلاصيّة للمسيح فادي الإنسان الوحيد، وذلك خلال ترؤّسه القدّاس الإلهيّ في كابيلا ضريح البابا القدّيس يوحنّا بولس الثّاني، داخل بازيليك القدّيس بطرس، وقد عاونه فيه نائبه العامّ والمسؤول عن البازيليك الكاردينال أنجلو، والمسؤول عن مكتب الكرسيّ الرّسوليّ المعنيّ بأعمال المحبّة لصالح الفقراء بإسم الحبر الأعظم الكاردينال البولندي كونراد كراييفسكي.

وتوقّف البابا في عظته عند صفات الرّاعي الصّالح والّتي تميّز بها كذلك البابا القدّيس، وهي ثلاثة: الصّلاة والقرب من شعب الله ومحبّة العدالة، فقال عنه بحسب "فاتيكان نيوز": "لقد كان القدّيس يوحنّا بولس الثّاني رجل الله لأنّه كان يصلّي كثيرًا بالرّغم من العمل الكبير الّذي كان لديه بأن يقود الكنيسة. لقد كان يعرف جيّدًا أنّ مهمّة الأسقف الأولى هي الصّلاة، لقد كان يعرف هذا الأمر جيّدًا. وبالتّالي فالمهمّة الأولى للأسقف هي الصّلاة، وقد علّمنا أنّه عندما يقوم الأسقف بفحص الضّمير المسائيّ عليه أن يسأل نفسه: كم ساعة صلّيت اليوم؟ إنّه رجل صلاة.

الميزة الثّانية هي القرب. كان يوحنّا بولس الثّاني رجل قرب، لم يكن رجلاً بعيدًا عن الشّعب، لا بل كان يذهب للقائه وقد جال العالم بأسره. كان يبحث عن شعبه ويقترب منه، والقرب هو إحدى ميزات الله مع شعبه. قرب الله من الشّعب الّذي يصبح فيما بعد أقوى وأوثق بيسوع. إنّ الرّاعي يكون قريبًا من شعبه وإلّا فهو ليس راعيًا وإنّما مجرّد مدبّر، قد يكون صالحًا ولكنّه ليس راعيًا. القرب من الشّعب والقدّيس يوحنّا بولس الثّاني قد أعطانا المثال عن هذا القرب: لقد كان قريبًا من الكبار والصّغار، القريبين والبعيدين، كان قريبًا على الدّوام.

أمّا الصّفة الثّالثة فهي محبّة العدالة، وإنّما العدالة الكاملة. لقد كان يوحنّا بولس الثّاني رجلاً يرغب في العدالة، العدالة الاجتماعيّة، عدالة الشّعوب، العدالة الّتي تبعد الحروب. العدالة الكاملة. لذلك كان القدّيس يوحنّا بولس الثّاني رجل الرّحمة لأنّ العدالة والرّحمة تسيران معًا، ولا يمكننا أن نفصلهما: العدالة هي العدالة والرّحمة هي الرّحمة ولكن لا وجود للواحدة بدون الأخرى. وإذ نتحدّث عن رجل العدالة والرّحمة نفكّر بما فعله القدّيس يوحنّا بولس الثّاني لكي يفهم النّاس رحمة الله. لنفكّر أيضًا كيف حمل قدمًا عبادة القدّيسة فاوستينا الّتي أمتدّ ذكرها اللّيتورجيّ إلى الكنيسة جمعاء. لقد شعر أنّ عدالة الله كانت تملك وجه الرّحمة وموقف الرّحمة. وهذه عطيّة قد تركها لنا يوحنّا بولس الثّاني: العدالة- الرّحمة، والرّحمة العادلة.

لنرفع صلاتنا اليوم إلى الرّبّ لكي يمنحنا جميعًا، ولاسيّما لرعاة الكنيسة، نعمة الصّلاة ونعمة القرب ونعمة العدالة- الرّحمة، والرّحمة- العدالة. ليولّد في الله شعلة المحبّة الّتي غذّت بلا انقطاع حياة القدّيس يوحنّا بولس الثّاني ودفعته لكي يبذل حياته من أجل الكنيسة".