الفاتيكان
16 حزيران 2015, 21:00

"Laudato si’ "، الحمد لك: رسالة إلى الجميع.

(اندريه العضم ابراهيم، نورنيوز) "Laudato si’ "، الحمد لك هي الرسالة العامة الثانية للبابا فرنسيس التي تتركّز على الإيكولوجيا (علم البيئة) البشريّة وتُقدَّم في الثامنِ عشر من حزيران في روما مع مشاركة خبراء وممثّلٍ أرثوذكسيّ.

أشار البابا إلى أنّ رسالته موجّهةٌ إلى الجميع، أبعدَ من الكاثوليك وحدَهم. وهي ثمرةُ عملٍ طويل الأمد غذّته نصوصٌ سابقة والخبرة اللاتينوأميركيّة لـ يورغي برغوْليوْ. تُقدَّم هذه الرسالة رسميًّا، صباح يوم الخميس في الفاتيكان وقد أُعطيت الصحافةُ مع هذا الحدث موعدًا. وعلاوةً على الكاردينال Peter Turkson رئيس المجلس الحبريّ للعدالة والسلام، تمّت دعوةُ ثلاثةَ أشخاصٍ آخرين: جون زيزيوُلاس المتروبوليت الأرثوذكسيّ ممثِّلاً عن برتلماوس، البطريرك المسكونيّ John Schellnhuber الأخصّائيّ الألمانيّ في المناخ وكارولين وو Woo الأخصّائيّة الأميركيّة في الاقتصاد، من شبكة كاريتاس. يدلّ هذا العرض التقديميّ بالذات للرسالة، إلى توجّهِها العالميّ؛ كما هو توجّهُ تعليمِ الكنيسة الاجتماعيّ الذي فيه تندرج.
"هذه الرسالة موجّهة إلى الجميع" كما حذّر البابا فرنسيس، بعد صلاة التبشير يوم الأحد المنصرم بينما جرت العادة أن تشكّل الرسالة البابويّة العامّة تعليمًا للمؤمنين الكاثوليك أوّلاً. "يكمن الهدف في أن يشعر كلُّ أحد، محبًّا للأشجار أو عائشًا في حيٍّ عاديّ، بالدعوة إلى التصرّف"، كما شرح مصدرٌ فاتيكانيّ مقرّبٌ من الوثيقة، "ولا يجب أن يقول أحدٌ في نفسه إنّ هذا النصّ لا يقصدني.
تزداد وجهةُ هذه الرسالة اتّساعًا أو شموليّةً مع العلم أنْ من المتوقَّع ألاّ تتناولَ فقط موضوع التغيّر المناخيّ. وحول هذه المسألة سبق للبابا أن أعلن أنّ الإنسان، يحمل بأنشطته، قسمًا من المسؤوليّة؛ وبهذا تحدّى الأب الأقدس المشكّكين في مسؤوليّة البشر في هذا المضمار. هكذا أجاب البابا فرنسيس حول هذا الموضوع في الخامس عشر من ك2 2015: "لا أعلم إن كان بوسعنا القولَ إنّ مسؤوليّةَ الإنسان كاملةٌ ولكن، عمومًا، هو الإنسان الذي، بقسمٍ كبير من الحالات، يدوس على الطبيعة وعلى نحوٍ مستمرّ".
ينظر البابا إلى الإيكولوجيا، من منظار أكثرَ اتّساعًا، أبعدَ من بُعدِها البيئيّ، لتمسّ الاقتصاد والثقافة والمجتمع وقد حذّر في السادس من حزيران، عند عودته من زيارة ساراييفوْ أنّ رسالته سوف تعالج أيضًا "الاستهلاكيّة" والـ"نسبيّة"، "سرطان المجتمع". وتريد هذه الإيكولوجيا البشريّة بالتالي، أن تكون متكاملة.
"هنالك أيضًا إيكولوجيا الإنسان"، كما أشار البابا الفخري بندكتوس السادس عشر عام 2011 أمام البرلمان في برلين. وقد عرف البابا فرنسيس أن يستند على كتابات سابقيه بالنسبة إلى هذه الرسالة العامّة التي هي عملٌ جماعيّ ولو حملت توقيع فرنسيس فقط.