أوروبا
27 أيلول 2024, 07:00

"يمكن للوكسمبورغ أن تكون نموذجًا للتعاون من أجل السلام": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
في الخطاب الرسميّ الأوّل له في زيارته الثُمانيّة الساعات لوكسمبورغ، سلّط البابا فرنسيس الضوء على الدور الحاسم للدولة الصغيرة في قلب أوروبا، في تعزيز الوحدة الأوروبيّة والسلام، وشجب القوميّة والحروب المتصاعدة، كما نقلت "فاتيكان نيوز".

 

 "يمكن للوكسمبورغ أن تظهر للجميع مزايا السلام بدلا من أهوال الحرب ... وفوائد التعاون بين الدول في مقابل العواقب الضارّة لتصلّب المواقف والسعي الأنانيّ وقصير النظر أو حتّى العنيف لتحقيق مصالح المرء".

لدى وصوله إلى دوقيّة لوكسمبورغ الكبرى صباح الخميس، شجّع البابا فرنسيس السلطات الحكوميّة المحلّيّة على الوفاء بالتزامها الطويل الأمد بالسلام وبناء "أوروبا موحّدة وأخويّة" وسط تجدّد القوميّة والحرب التي تلوح في الأفق في القارّة.

وفي كلمته أمام السلطات والمجتمع المدنيّ والسلك الدبلوماسيّ في قصر سيركل سيتي، أشار البابا إلى أنّ لوكسمبورغ كثيرًا ما وجدت نفسها على مفترق طرق أهمّ الأحداث التاريخيّة في أوروبا واعترفت بدورها الحاسم في تعزيز السلام والوحدة في أوروبا بعد ويلات الحرب العالميّة الثانية، كعضو مؤسّس في الاتّحاد الأوروبيّ.

وأشاد بـ"هيكلها الديمقراطيّ الصلب" الذي يعزّز الكرامة الإنسانيّة والصالح العامّ، ويسمح لهذه الدولة الصغيرة في قلب أوروبا بالازدهار ولعب دور رئيس على الساحة الدوليّة.

وشجّع الأب الأقدس لوكسمبورغ في دورها كـ "مفترق طرق بارز للثقافات" على مواصلة مهمّتها المتمثّلة في تعزيز التعاون على الصعيد العالميّ، بما يتماشى مع العقيدة الاجتماعيّة للكنيسة.

ودعا على وجه الخصوص إلى نموذج للتنمية يحترم البيئة ويعارض الإقصاء الاجتماعيّ، مذكّرًا الحضور "بأنّ امتلاك الثروة ينطوي على مسؤوليّة".

وأصرّ على واجب الدول الغنيّة مثل لوكسمبورغ في مساعدة البلدان المحرومة على الخروج من الفقر، وكذلك "لضمان انخفاض عدد الذين أجبروا على الهجرة".

وأشار إلى أنْ، يمكن للدوقيّة الكبرى، بتاريخها وسكّانها متعدّدي الثقافات، أن تكون نموذجًا للترحيب بالمهاجرين واللاجئين وإدماجهم، وكرّر الحاجة الملحّة إلى معالجة انخفاض معدّل المواليد في أوروبا لأنّ "الأطفال هم مستقبلنا".

بالانتقال إلى الوضع المأساويّ الحاليّ في العالم، شجب البابا فرنسيس عودة الصراعات المميتة حتّى في أوروبا، والتي تخبرنا أنّ الإنسانيّة تميل إلى "نسيان" الماضي...

ولمنع العقل من الخضوع لهذا "الجنون"، أشار إلى أنّ "علينا أن نرفع نظرنا إلى الأعلى"، وأن تكون الشعوب وقادتها "مدفوعين بقيَم روحيّة نبيلة وعميقة" لأنّ الأخيرة هي التي تسمح لنا بعدم الوقوع في أخطاء الماضي، والتي تزداد سوءًا اليوم "بسبب القوّة التكنولوجيّة الأكبر الحاليّة".  

وأكّد البابا فرنسيس مجدّدًا التزام الكنيسة بتعزيز السلام والأخوّة المستلهميْن من الإنجيل، وشدّد على أنّ لوكسمبورغ يمكن أن تظهر للجميع مزايا السلام وفوائد التعاون بين الأمم.

وحثّ من جديد قادة العالم على الانخراط "بحزم" في مفاوضات صادقة لحلّ الخلافات، إلى جانب "الاستعداد لإيجاد حلول وسط مشرّفة، لا تقوّض شيئًا بل تساعد على بنيان الأمن والسلام للجميع".

"بصفتي خليفة الرسول بطرس، وباسم الكنيسة، الخبيرة في الإنسانيّة، أنا هنا لأشهد بأنّ الإنجيل هو مصدر الحياة والقوّة الجديدة للتجديد الشخصيّ والاجتماعيّ".

وفي ختام كلمته، أوضح البابا فرنسيس أنّ شعار زيارته "للخدمة" يشير إلى رسالة الكنيسة، ولكنه ينطبق على الجميع كمهمّة نبيلة وطريقة حياة يجب اتّباعها كل يوم. وأضاف أنْ حتّى أولئك الذين ليس لديهم إيمان "يجب أن يعملوا من أجل إخوانهم، وأن يعملوا من أجل المجتمع. هذا طريق للجميع، دائما من أجل الخير العامّ!"

واختتم قائلًا: "الله يمكّنكم دائمًا من الخدمة بقلب فرح وسخيّ".