العراق
04 تشرين الثاني 2024, 10:00

"يعلّمنا مار بطرس أن نحبّ باندفاع، وأن نتوب بانكسار عندما نخطأ": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البطريرك الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، بقدّاس الأحد في كابيلا مار توما الرسول للمعهد الكهنوتيّ البطريركيّ في عنكاوا / أربيل. عاونه الأب توماس بهنام، مدير المعهد، وحضره بعضُ المؤمنين، نقلًا عن موقع الكنيسة الكلدانيّة الرسميّ.

 

بعد قراءة الإنجيل المقدّس، ألقى البطريرك ساكو عظة تمحورت حول مناسبة تقديس البيعة، قال: "نحتفل اليوم بالأحد الأوّل من زمن تقديس البيعة. وينقل إلينا إنجيل القدّيس متّى إيمان بطرس وتكليفه ليقود الكنيسة مع الآخرين إلى الأمام لأنّها الخميرة التي ينبغي أن تنمو وتكبر وليست دكاكين شخصيّة!

يحصل الحدث في نواحي "قيصريّة فيليبّس"، وهي منطقة بعيدة عن متناول الجمهور.

لقد أحبّ يسوع أن يختلي بتلاميذه ليُكوِّنهم. ويظهر هذا الحوار طريقة يسوع التربويّة المؤثّرة في تنشئة تلاميذه، وأسلوبَه الرقيق. إنّه يجذب مُحاوريه باحترام حرّيّتهم من ناحية، ويحرّك مشاعرهم للحبِّ بجذريّة من ناحية ثانية. هذا هو ما يلهمه يسوع من خلال كلماته وأفعاله.

سألهم عن آراء الناس عنه: "مَنْ يقولُ الناس إّنى أنا". يظنّ الناس أنّه "أحد الأنبياء، مثل المعمدان، أو إيليّا، أو إرميا". هذه أفكار طيّبة، لكنّها لا تذهب إلى أبعد، لذا يعودُ يَسألهم مباشرة: "وأنتم من تقولون إنّي أنا؟" فيأتي جوابُ بطرس قاطعًا: "أنت المسيح ابن الله الحي".

إستحسنَ يسوع جواب بطرس، فطوَّبه على هذا الإيمان "طوبى لك يا سمعان بن يونا". ومن خلال بطرس يُعطي يسوع الطوبى لكلِّ من يُؤمن به حقًّا.

يؤسّس يسوع كنيسته على بطرس، أي على صخرة إيمانه، وليس على قول الناس – الرمل.

يعلّمنا بطرس أن نحبّ باندفاع وأن نتوب بانكسار القلب عندما نخطأ. بطرس آمن، لكنّه أخطأ أيضًا: كذب علنًا إبّان القبض على يسوع، عندما قال ثلاث مرّات "إني لا أعرفه". وأيضًا عندما حصل اضطهاد في روما على المسيحيّين، خاف بطرس فهرب . وفي الطريق "صادف" يسوع، فسأله رابي، إلى أين أنت ذاهب Quo Vadis؟فأجابه يسوع: إنّي ذاهب الى روما لاستشهد عوضًا عنك … فما كان من بطرس في حالة الكذب عندما نظر إليه يسوع ألّا أن يبكي ويندم على كذبه وخذلانه، وفي المرّة الثانية على جُبْنِه،أن يعود إلى روما ويصلب بالمقلوب!

على الرغم من ضعف بطرس البشريّ، إلّا أنّ إيمانه كان قويًّا وثقته عالية، أليس هو نفسه من قال حين أخذت الجموع تترك يسوع: "يا ربّ إلى من نذهب وكلام الحياة الأبديّة عندك؟" (يوحنّا 7/68).

كلّ واحد منّا يمثّله بطرس بشكل أو بآخر. لذا، يتوجّب علينا أن نرافق يسوع في محطّات حياته لكي نتحوّل إلى صورته بتنمية العلاقات: المحبّة الصادقة، والثبات، وتحمُّل المسؤوليّة على الرغم من الاختلافات والصعوبات".

 

أكمل البطريرك ساكو: "السينوداليّة التي اشتركت فيها شهرًا كاملًا، في روما، أصرّت على السير معًا في الكنيسة كجماعة واحدة في الشركة والرسالة بخطوات عمليّة تشهد لإيماننا، عبر الإصغاء إلى الروح القدس، في صمت داخليّ وسكينة من دون اضطراب، والصلاة الشخصيّة والجماعيّة (الليتورجيا)، والتأمّل في كلمة الله، وتطبيق ما صلّيناه في تفاصيل حياتنا لتكون لنا الحياة الأبديّة".

ختم البطريرك الكلدانيّ قال: "حان الوقت لنتعلّم من مثال بطرس :

– لنبدأ بصدق وشجاعة بتغيير تفكيرنا وتصحيح أخطائنا لنعيش بسلام في العائلة والمجتمع والكنيسة ولا نضيّع حياتنا بالكبرياء والعناد.

– لنخرج من الأوهام والكذب، ولنكن صادقين أمام الله وأمام ذاتنا وأمام الآخرين