"يسوع يحبّنا، ولذلك نحن نتحلّى بالرجاء": الكاردينال تاغل
أجاب الكاردينال تاغل على سؤال حول الدعوة التي يوجّهها البابا فرنسيس في الرسالة العامّة إلى إعادة اكتشاف محبّة قلب يسوع لنا وما الذي يمكن فعله لإعادة إحياء الوعي بأنّ كلّ شيء ينبع من قلبنا، فقال إنّ البابا فرنسيس يصف، في رسالته العامّة الرابعة "لقد أحبّنا" ظاهرة السطحيّة التي تنتشر كثقافة تمنعنا من التواصل مع القلب الذي تنبع منه المحبّة والحقيقة والرحمة. واقترح قراءة وصف الأب الأقدس للسطحيّة كدليل لفحص الضمير. "لأنّ الإدراك بأنّني أفقد ببطء الاتّصال مع ذاتي الداخليّة وذاتي الحقيقيّة هو الخطوة الأولى لكي أوقظ قلبي. تعجبني أيضًا قائمة البابا فرنسيس للقديسين، أو ما أسميه "موكب" أو تطواف القديسين، الذين يقدمون لنا شهادتهم عن محبة قلب يسوع التي لا تُسبر وكيف حوّلت حياتهم ورسالتهم. وأقترح أن ننظر إلى موكب القدّيسين الذين يذكرهم الأب الأقدس في رسالته والذين يقدّمون لنا شهادتهم عن اختبار محبّة قلب يسوع وكيف بدّلت حياتهم".
كذلك، أشار الكاردينال تاغل إلى أنّ لرسالة "لقد أحبّنا" الكثير لتعلّمه للكنيسة التي تسعى إلى انتهاج السينوداليّة (شركة ومشاركة ورسالة) في مسيرتها عبر الزمن، وقال إنّ "تجديد الكنيسة في السينودسيّة الإرساليّة لا يمكن أن يتحقّق إلّا إذا ارتبطنا بثقة وطاعة وتواضع بالإله الواحد والثالوث الذي هو المحبّة. كذلك تتطلّب السينودسيّة الإرساليّة علاقة من القلب إلى القلب بين الرعاة والمؤمنين، وبين الكنائس المحلّيّة وما إلى ذلك، حيث يتطهّر قلب كلّ واحد من الأحكام المسبقة على الآخرين ومن كبرياء الذات فيصبح هكذا قادرًا على الإصغاء بتعاطف. من دون علاقات إنسانيّة طهّرتها النعمة الإلهيّة، يمكن للسينودسيّة الإرساليّة أن تصير مجرّد مقترحات بيروقراطيّة وقانونيّة بلا قلب يتّقد بالروح القدس، شعلة المحبّة الإلهيّة".
وخلص الكاردينال تاغل في حديثه مجيبًا على السؤال حول الأسلوب الذي ترتبط به الرسالة العامّة "لقد أحبّنا" حول محبّة قلب يسوع باليوبيل المقبل قائلًا إنّه يرى العلاقة بينهما تتمحور حول الحجّ في الرجاء، حول البعد الإرساليّ للتعبّد لقلب يسوع الأقدس. إنَّ قلب يسوع أوّلًا هو قلب إرساليّ يحمل، من خلال قلب إنسانيّ، فيض المحبّة الإلهيّة إلى الأشخاص جميعهم، وإلى الخليقة. إنّ المحبّة الرحيمة لقلب يسوع تقدّم الرجاء لعالم مكسور ولاسيّما للذين لا يرون أي إمكانيّة للخلاص في حياتهم.
أضاف الكاردينال يدعونا البابا فرنسيس لكي ننال محبّة يسوع في قلوبنا ونسمح لها بأن تنساب من دون أن نمنعها من أن تتدفّق إلى الآخرين والمجتمع. إنَّ الرسالة العامّة" لقد أحبّنا" هي مورد روحيّ وإرساليّ قيّم لهذا اليوبيل لكي يُعدّ كلّ واحد منّا ليكون حاجًّا يتقاسم محبّة يسوع مع الآخرين، تلك المحبّة التي تحرّر القلوب جميعها من الخوف والكبرياء والأنانيّة واللامبالاة والانتقام واليأس. يسوع يحبّنا، ولذلك نحن نتحلّى بالرجاء.