"يسوع المسيح هو الملك في قلوبنا وحياتنا وفي العالم كلّه": المطران توما حليم

بعد قراءة الإنجيل، تكلّم المطران توما عن أهمّيّة الاحتفال بعيد يسوع الملك، قال: "عيد يسوع الملك هو تتويج الإيمان، هو إعلان نهائيّ لحقيقة محوريّة في إيماننا المسيحيّ وهي أنّ يسوع المسيح هو الملك، ليس فقط في السماء، بل في قلوبنا وحياتنا وفي العالم كلّه. هذا العيد الذي وضعته الكنيسة عام 1925 يؤكّد أنّ المسيح وحده له السلطان الحقيقيّ، خصوصًا في عالم يُسيطر عليه الطمع والظلم والأنانيّة.

يسوع ملك ليس كملوك هذا العالم. ملكوته لا يعتمد على الجيوش أو الحدود، بل على محبّته التي لا حدود لها. هو الملك الذي اختار الصليب عرشًا له، والتواضع أسلوبًا، والخدمة طريقًا".

أضاف المطران قائلًا: "يسوع غيّر مفهوم الملكيّة تمامًا. ملوك الأرض يسعون إلى السلطة والشهرة، أمّا يسوع فجاء ليخدُم لا ليُخدم. يقول: "تعلمون أنّ رؤساء الأمم يسودونهم والعظماء يتسلّطون عليهم، فلا يكون هكذا فيكم. بل من أراد أن يكون عظيمًا فيكم، فليكن خادمًا لكم" (متّى 20:25-26)، تاجه: إكليل الشوك، عرشه: الصليب، سلطته: المحبّة والرحمة.

ملكوت يسوع ليس من هذا العالم، لكنّه يبدأ هنا، في قلب كلّ إنسان يؤمن به. قال يسوع: "ملكوت الله داخلكم" (لو٢١). هذا يعني أنّ يسوع لا يفرض ملكوته علينا بالقوّة، بل يدعونا بحرّيّة ومحبّة لنفتح قلوبنا له".

ختم المطران توما عظته بالتشديد على فكرة أنّ ملكوت يسوع له ثلاث علامات أساسيّة:

أ. الحبّ

يسوع علّمنا أنّ المحبّة هي الوصيّة الأعظم، وهي أساس ملكوته. ملكه لا يعتمد على القوّة، بل على بذل الذات. على الصليب، أعطانا درسًا في الحبّ الكامل.

ب. السلام

يسوع هو "رئيس السلام" الذي يدعو إلى المصالحة مع الله ومع الآخرين. ملكوته يكسر الحواجز ويزيل العداوات.

ج. الحقّ

قال يسوع: "أنا هو الطريق والحقّ والحياة" (يوحنا ١٤/٦ ). الحقّ في ملكوته لا يُقهر، مهما حاول الشرّ أن يُغطّيه.

في عيد يسوع الملك، نحن مدعوّون إلى تجديد عهدنا مع يسوع ملكنا، بأن نعيش قيَم ملكوته في حياتنا اليوميّة. لنرفع قلوبنا بالصلاة ونقول: "تعال أيّها الملك يسوع واملك على قلوبنا، اجعلنا شهودًا لملكوتك في العالم، وامنحنا القوّة لنعيش بمحبّتك وسلامك وعدلك في كل مكان. آمين".