"يتعيّن علينا الاستمرار في بناء هذا الإرث من التعاون والوحدة": المطران مروان تابت

في هذه المناسبة، ألقى المطران تابت عظة قال فيها: "نجتمع هنا في كنيسة القدّيس بطرس للاحتفال بالذكرى المئويّة لهذه الرعيّة المباركة. فقبل مئة عام، التَأَمَتْ مجموعة صغيرة من المؤمنين حول الأب بيتر فرح برؤية مشتركة لبناء كنيسة أصبحت منارة أمل وقوّة وصلابة لكلّ مؤمن مارونيّ ولبنانيّ وشرق أوسطيّ. اليوم، وبينما نتأمّل في هذا الإرث العريق، نحتفل بروح الإيمان والوحدة والتعاون التي حدّدت رحلة بدأت قبل مئة سنة".

أضاف: "على مدار المئة سنة هذه، شهدت الأجيال المتعاقبة على دور هذه الكنيسة، ليس فقط كملتقى روحيّ، ولكن أيضًا كحجر أساس في حياة الكثيرين. لقد نما إيمان أبناء الرعيّة داخل هذه الجدران. ومن هنا، نشر اللبنانيّون المغتربون الأوائل هذا الإيمان في العالم الأوسع كلّه. وبهذه الروح، ساهموا في رفع معنويات من كان في حاجة إلى الدعم المعنويّ والمادّيّ، ووقفوا إلى جانب أخوتهم الأكثر حاجة، على الدوام".

"على مرّ السنين، أدركنا أنّ قوّة إيماننا تزداد عندما نكون معًا. لقد رأينا بأنفسنا كيف أنّ العمل جنبًا إلى جنب في تقاسم الموارد واللجوء إلى الحكمة الجماعيّة، مع التعاون مع العديد من الطوائف الشقيقة، يساعد في بناء الجسور وخلق شبكة من الحبّ والتضامن والخدمة".

وقال:"بينما نحن نتطلّع إلى المستقبل بثقة المؤمن، يتعيّن علينا الاستمرار في بناء هذا الإرث من التعاون والوحدة. قد تختلف تحدّيات السنوات المقبلة عن تحدّيات الماضي، ولكنّ قوّة العمل معًا، كشعب مؤمن، ستبقى متّقدة بالقدر ذاته. تتعيّن علينا مواصلة الجهد الدائم لإيجاد طرق مبتكرة للتعاضد في ما بيننا، والتشارك في الموارد، وتعزيز روابطنا المشتركة. هذا هو سرّ قوّتنا المرتكزة إلى إيماننا الجماعيّ، وطالما نحن متّحدون، سيكون مستقبل كنيستنا متألّقًا ومشرقًا".

ختم المطران تابت بالقول: "بينما نحتفل بهذا الحدث التاريخيّ، دعونا لا نتذكّر الماضي فحسب، بل ننحو أيضًا نحو المستقبل بالشعور بالإيمان الذي حمل آباءكم وأجدادكم وأجداد أجدادكم على مرّ السنوات المئة الماضية. دعونا نكرِم إرثهم من خلال الاستمرار في بناء كنيسة ليست مجرّد مكان للعبادة، بل شهادة حيّة على قوّة الإيمان والمجتمع والتعاون والبناء معًا".

من جهته، هنّأ جاستن ترودو، رئيس الوزراء الكنديّ بالذكرى المئويّة لبناء الكنيسة، وقال: "الكنيسة على مرّ مئة عام سمحت للأفراد والعائلات بعيش مُثلِهم في الايمان والخدمة. وهذه المناسبة تسمح للمؤمنين بتجديد معتقداتهم الروحيّة التي طبعت تاريخ كنيستهم وإرثها...

وختم قائلًا: "أتمنّى لكم السلام والفرح، الآن وفي السنوات الآتية".

نفيد بأنّ سبعة عشر كاهنًا توالوا على خدمة رعيّة مار بطرس في وندسور بدءًا من الأب بيار فرح (1923-1927) إلى الأب شادي قطّان الذي استلم الخدمة في 2022 ولا يزال يقوم بها إلى اليوم.