متفرّقات
28 نيسان 2022, 06:15

"يا عيني عالبلدي"... وغرس شجرة أرز تكريمًا للمونسنيور توفيق بو هدير

تيلي لوميار/ نورسات
نظّمت جمعيّة شباب الرجاء، بالتعاون مع جمعيّة فينيسيا للقديس شربل البولنديّة، مؤسسة الإنماء الشامل والمركز البطريركي للتنمية البشرية والتمكين، ومكتب راعويّة الشبيبة حفل تخرّج الدورة الأولى من مشروع السوق المجتمعيّ للمنتجات الزراعيّة CFM (Community Farmers Market) برعاية وحضور البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في الصرح البطريركي – بكركي تحت عنوان : "يا عيني عالبلدي".

حضر الحفل سعادة قنصل بولندا في لبنان Konrad Adamowicz، السكرتير الثاني والمسؤول عن المشاريع التنمويّة في سفارة بولندا السيد  ماريوس ميتشكوفسكي، والسيد آدم روزتونيتش ممثّلا الـ Polish Aid، سيادة المطران بيتر كرم المشرف على الدوائر البطريركيّة، إلى جانب معالي وزير الزراعة الدكتور عباس الحاج حسن ممثلا بمدير عام الوزارة سعادة المهندس لويس لحود، رئيس المركز البطريركي للتنمية البشريّة والتمكين ومنسّق مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة الخوري روفايل زغيب، رئيس جمعيّة فينيسيا للقديس شربل البولنديّة Kazimir Gajowy، رئيس مؤسسة الإنماء الشامل المهندس مارون الحلو، رئيس جمعيّة شباب الرجاء ماجد بو هدير؛ إلى جانب شبيبة الأبرشيات المشاركين في هذه الدورة.  

إنطلق مشروع السوق المجتمعيّ للمنتجات الزراعيّة، منذ حوالي ستة أشهر بتمويل من تعاونية التنمية التابعة لوازرة الخارجيّة في الجمهورية البولندية. يهدف هذا المشروع إلى تثبيت الشبيبة في أرضهم لتُدرك غناها وكرمها. الشبيبة هم من نظّموا،خطّطوا، ونفّذوا.  

وقد أُطلق على هذا المشروع الذي نظّمته جمعيّة شباب الرجاء إيمانًا منها بالدور الأساسي الذي يلعبه الشباب اليوم من كافةِ المناطق اللّبنانيّة، شبيبة الوسط والأطراف، بعنوان "يا عيني ع البلدي" عربون وفاء منهم للمونسنيور توفيق بو هدير مؤسّس جمعيّة شباب الرجاء منذ 2006 والذي عَبَرَ الى أحضان الآب السماوي.

أنهى 150 شاب وشابة الدورات التدريبيّة حول كيفيّة تنظيم وإدارة أسواق لصغار المنتجين الزراعيين؛ إلى جانبهم تدرّب 120 شاب وشابة من صغار المزارعين والمنتجين الزراعيين لتمكينهم في كلّ ما يتعلّق بالزراعات العضويّة، بسلامة المنتجات الزراعيّة وجودتها وأُسس توضيبها وتسويقها. وها هم اليوم، خرّيجات وخرّيجو المرحلة الأولى مستعدّون للإنتقال إلى المرحلة الثانية .

أمّا المرحلة التالية، فسوف نكون على موعد مع أسواق مميّزة وفريدة من نوعها سيجري تنظيمها على كافة الأراضي اللّبنانية.

إستُهلّ اللّقاء بالنشيدين اللبناني والبولندي، بعدها كانت الكلمة لرئيس جمعيّة شباب الرجاء ماجد بو هدير الذي شكر غبطة البطريرك على أبوّته الذي "راهن على نجاح إبنه بوضع وزناته ومواهبه لخدمةِ الكنيسة بشكلٍ عام والشّبيبة بشكلٍ خاصّ". أضاف بو هدير:" الأب الذي نتحلّق حوله اليوم بدالّة الأبناء هو غبطة البطريرك، أمّا الإبن فهو أخي توفيق أبونا الشبيبة، مؤسّسًا لإطاراتها وجماعاتها زارعًا بقلوبها الحبّ والإيمان، مُطلقًا لطاقاتها وإبداعاتها، ومُضيئًا شمعة رجاء". كما وجّه بو هدير تحيّة فخر وإعتزاز لوالدةِ المونسينيور توفيق "إمّ الشّبيبة" التي حضرت اللّقاء.

وشكر كلّ من ساهم في إنجاح هذا المشروع، وأكّد أنّ عهد جمعية شباب الرجاء Youth of Hope  إكمال المشوار ببركةِ صاحب الغبطة مار بشارة بطرس الراعي، إلى جانب الشبيبة، وبأمانة لروح المؤسس المونسنيور توفيق بوهدير الذي اختار الشّعار الصّارخ للجمعية :"إذا أردت أن تخطّط للأجيال المقبلة، إزرع الرجاء في قلوب الشّبيبة".

ثم تحدّث رئيس مؤسسة الإنماء الشامل المهندس مارون الحلو الذي اعتبر هذا اللّقاء علامة صارخة "على تشبّثنا والبقاء في أرضنا وعلى الأمل والإيمان بغدٍ أفضل لشاباتنا وشبابنا".

أضاف الحلو:" لبناننا اليوم يمرّ في أصعب وأخطر مرحلة من تاريخه المعاصر لكننا نحن ما زلنا متمسّكين به، نزرع العِلم والثقافة ونحصد ثمرة النّجاح من خلال الإرادة الصلبة والجهد والعمل".

كما أعطى تعريفًا عن أهداف مؤسسة الإنماء الشامل ودورها المجتمعيّ، ووجّه تحيّة إلى المونسينيور توفيق بو هدير الذي آمن بالشّباب وبقدراتهم وآمن بالشراكة الحقيقية والمتكافئة.  

رئيس المركز البطريركي للتنمية البشريّة والتمكين ومنسّق مكتب راعويّة الشبيبة في الدائرة البطريركيّة المارونيّة الخوري روفايل زغيب، وجّه تحيّة إلى روح المونسينيور توفيق بو هدير الذي ارتأى "أن يعطي ليس فقط للشبيبة إنّما للمزارعين الناشئين الصّنارة للصيد بدل أن يعطيهم السمكة" فهكذا ولد المشروع.

كما حيّا زغيب شبيبة الأبرشيّات لأنّهم صمدوا في أرضهم ورفضوا أن يتركوا وطنهم وشكر كلّ من ساهم في إنجاح هذا المشروع.  

تحدّث آدم روزتونيتش ممثّلا الـ Polish Aid، معبّرًا عن إفتخاره بالشّبيبة من خلال إقدامهم دون تردّد بمتابعة هذه الدورات التدريبيّة، وقال :"نحن على ثقة بأنّ المرحلة الثانية ستُكلّل بالنّجاح".  

أمّا السكرتير الثاني والمسؤول عن المشاريع التنمويّة في سفارة بولوندا ماريوس ميتشكوفسكي، فعبّر عن خالص إمتنانه لأنّ بولندا شريكًا أساسيًا في المشروع وحاولنا إحداث تأثير إيجابيّ ومجتمعيّ نظرًا للعلاقات التاريخيّة بين لبنان وبولندا".

تحدّث مدير عام وزارة الزراعة المهندس لويس لحود عن تطوّر هذا المشروع الذي كان هدفه إنماء وتطوير القطاع الزراعي في كلّ أبرشيّة، نتيجة للمشاكل التي كانت تواجه هذا القطاع من الإستيراد إلى غياب التخطيط، وعدم إستصلاح الأراضي الزراعيّة.  

في حزيران 2020 بدأت أول دورة إذ كان الهدف الأساسي إعطاء الأمل للمزراعين. وفي المرحلة الثانية للمشروع أي الأسواق المتنقّلة، كلّ المؤسسات العامة على جهوزيّة تامة للتعاون من وزارات معنيّة وبلديات.  

كما أعلن سعادة المدير العام  عن مبادرة غرس شجرة أرز في المركز البطريركي للتنمية البشريّة والتمكين في ريفون بإسم المونسينيور توفيق بو هدير تكريمًا له. هو الذي شجّع العمل الريفي وتذكيرًا لمحبته للأرض، "وهذه الأرزة هي علامة حضوره الدائم معنا".

بعدها تلا المتخرّجون ميثاق النزاهة في السوق المجتمعيّ للمنتجات.

في الختام كانت الكلمة لغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الذي رأى أنّ هذا اليوم هو يوم فرح يجمع لبنان وبولندا: إذ يصادف عيد الرحمة الإلهيّة الذي أعلنه البابا القديس يوحنا بولس الثاني شفيع المونسينيور توفيق بو هدير، الذي لم يتأخّر لحظة في إطلاق المركز في ريفون وجعله مركز إشعاع للشبيبة.

ورأى الراعي أنّ هذه المرحلة هي مرحلة الحُلم بإمتياز. بحسب ما يردّد البابا فرنسيس على الإنسان أن يحلم لأنّنا لا نستطيع أن نستمرّ بدون أن نحلم. فيتابع غبطته ويقول مَن غير الشبيبة يجب أن تحلم؟ فالحلم هو الطريق، والأنظار تتجّه نحو المرحلة الثانية للمشروع أي الأسواق المتنقّلة.

وزّعت الشهادات على المتخرجين القادمين من جميع الأبرشيات وأُخذت صورة تذكاريّة.