"ندعو الله أن يمنحنا شجاعة القدّيسين بطرس وبولس وإيمانهما" المطران إبراهيم
بعد الإنجيل المقدّس بمناسبة عيد القدّيسين بطرس وبولس، ألقى المطران إبراهيم عظة هنّأ فيها المحتفلين بالعيد وتحدّث عن بعض صفات الرسولين، قال: "أشكركم لدعوتكم للمشاركة في الاحتفال بقدّاس العيد في كنيسة تعني لي الكثير. ليست هذه الكنيسة مجرّد بناءٍ حجريّ، بل هي رمز للمحبّة والإيمان العميق اللذين غمراني منذ بداية حياتي الكهنوتيّة. تركت الفترة القصيرة التي خدمتها فيها أثرًا لا يُمّحى لا من ذاكرتي ولا من قلبي".
أضاف المطران: "بطرس وبولس هما عمودا الكنيسة، ورجلان من أعظم رجال الله الذين كرّسوا حياتهم لخدمة الربّ ونشر كلمته بين الأمم. كان لكلٍّ منهما دور فريد ومميّز في تاريخ الكنيسة، وفي ليلة عيدهما نتعلّم كيف يمكن لله أن يستخدم أشخاصًا مختلفين، لتحقيق إرادته".
شرح المطران إبراهيم قال: "بطرس، الصيّاد البسيط من الجليل، الذي دُعي ليصبح "صخرة" الكنيسة. لم يكن كاملًا، بل إنسانًا مثلنا، يخطئ ويسقط، لكنّه يعود فينهض دائمًا بروح التوبة والإيمان. عندما أنكر الربّ ثلاث مرّات، بكى بكاءً مرًّا، لكنّه لم يستسلم لليأس، بل عاد إلى المسيح بقلب نادم ومتواضع. هذه العودة هي درس لنا جميعًا، أنّ الله يغفر لمن يأتون إليه بقلب تائب، وأنّ بإمكان كلٍّ منّا أن ينهض من خطاياه ليصبح أداة في يد الربّ".
تابع قال: "أمّا بولس، فقد كان، في البداية، مضطهدًا للكنيسة، لكنّ الله ظهر له على طريق دمشق وأبدل قلبه وحوّله من مضطهِد إلى رسول الأمم. كان بولس رجلًا مثقّفًا، وامتلك معرفة عميقة بالناموس، ولكنه لم يكن ليعرف جوهر الإيمان الحقيقيّ حتّى التقاه المسيح. من خلال تحوّله الجذريّ، يعلّمنا بولس أنّ نعمة الله يمكن أن تغيّر حياتنا بالكامل، وأنْ ما من أحد بعيد جدًّا عن محبّة الله."
وختم المطران قائلًا: "ندعو الله أن يمنحنا شجاعتهما وإيمانهما. فلنتعلّم من بطرس أنّ التوبة تفتح لنا أبواب الرحمة، ومن بولس أنّ التحوّل الحقيقيّ يبدأ بلقاء مع المسيح. دعونا نعيش حياتنا بروح الطاعة والولاء للربّ، ولنكن شهودًا أمناء لكلمته في عالم يحتاج إلى نور الإنجيل".