"نحن مكوّنٌ صغير، ولكن علينا أن نكون نورًا وملحًا في المجتمع": الكردينال سورافييل
تحدّث الكردينال برهانيسوس ديميريو سورافييل، رئيس أساقفة أديس أبابا، الذي يقوم بالزيارة التقليدية للأعتاب الرسوليّة مع ١٢ أسقفًا وكاهنًا من الكنيسة الكاثوليكيّة الأثيوبيّة عن مسيحيّي إثيوبيا، قال: "منذ أكثر من ٥٠٠ عام، سافر مسيحيّو إثيوبيا إلى الإسكندريّة في مصر للصلاة عند قبر القدّيس مرقس، ثمّ سافروا إلى القدس للصلاة على الجلجلة، ثمّ استقلّوا سفينة إلى روما، لزيارة قبر القدّيسيْن بطرس وبولس وقبر الشهداء في المكان الذي يرتفع فيه المعهد الإثيوبيّ في الفاتيكان. نحن هنا لمواصلة قصّة رحلة الحجّ القديمة هذه".
أضاف قائلًا: "لقد استقبلنا البابا ببساطة وتواضع. وشرحنا له وضعنا في إثيوبيا. كما شكرناه على دعمه إبّان الحروب والصراعات التي شهدتها البلاد، والتي تحدّث عنها في النداءات بعد صلاة التبشير الملائكيّ. وطلبنا منه أن يستمرّ في الصلاة من أجلنا".
تابع "لقد عرضنا الوضع في إثيوبيا من وجهة نظر الشباب، لأنْ، من بين ١٢٠ مليون نسمة، ٧٠٪ من السكّان هم من الشباب الذين يريدون تحسين حياتهم وحياة أقاربهم. هم يرون على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعيّ كيف يعيش أندادهم في أجزاء أخرى من العالم فيفكّرون في الهجرة من بلادهم ....وعدّد الكردينال، هنا، مسارات هجرة مختلفة يتبعها الشباب الإثيوبيّ.
أردف قائلًا: "البابا فرنسيس على علم بتحدّيات الهجرة وجزيرة لامبيدوزا كانت المكان الأوّل الذي يذهب إليه بعد انتخابه وهناك قدّم الزهور من أجل الذين ماتوا في البحر، وقال للذين يحكمون أوروبا إنّ الهجرة مهمّة. "علينا أن نفعل شيئا لمساعدة الناس، سواء في أفريقيا أو سورية أو بلدان أخرى".
قال لنا البابا "عندما يتعلّق الأمر بالفقراء، يجب أن نكون قريبين منهم. نحن قريبون من الأطفال الذين يعانون كثيرًا عندما لا يذهبون إلى المدرسة لأنّ المدارس محطّمة، نحن قريبون من الأمّهات اللائي لا يستطعن الذهاب إلى المستشفيات لأنّها مدمّرة ومن المسنّين الذين نزحوا من قراهم ويعيشون مثل الغرباء".
أضاف متحدّثًا عن حياة الكنيسة الكاثوليكيّة في إثيوبيا، قال: "نحن مكوّنٌ صغير، حوالى ٢% من ١٢٠ مليون نسمة. غالبيّة السكّان مسيحيّون: أكثر من ٤٥% هم أرثوذكس، ثم البروتستانت حوالى ١٨-٢٠%. على عاتقنا مسؤوليّة أن نكون نورًا وملحًا في هذا البلد العظيم. إنّ التحدّيات هي الفقر والصراعات ونحن، بفضل دعم الكنيسة الجامعة، نحتلّ المركز الثاني في الخدمات الاجتماعيّة التي نقدّم، كمدارس ومراكز صحّيّة والمراكز التي تديرها راهبات الأمّ تريزا ومراكز التنمية أو المساعدة الإنسانيّة مثل كاريتاس".
تابع الكردينال سورافييل قال عن تداعيات الصراعات القائمة في البلاد على السكان "كان الصراع في تيغراي بين الحكومة الإقليميّة والحكومة الفيدراليّة. إنّه أمر سياسيّ، لكنّ الشعب هو الذي كان يعاني.
نحن ككنيسة كاثوليكيّة لا ندعم أيًّا منهما، لكنّنا مع الشعب الذي يتألّم. نحن هنا للمساعدة الاجتماعيّة ولكي نسعى إلى المصالحة في فترة ما بعد الحرب، حيث لا يجب تحقيق السلام فحسب، بل يجب أيضًا شفاء الذين عانوا بشكل مباشر من صدمات الحرب، مثل النساء ضحايا الاستغلال والعنف، والأطفال الذين رأوا عائلاتهم تموت. وهذا أمر مهمّ ولا يتمّ فقط على مستوى كنيسة صغيرة، بل بدعم من الكنيسة الجامعة. ويمكن القيام بذلك بالتعاون مع العديد من المرسلين الذين يعملون معنا والذين يأتون من أنحاء العالم أجمع".