العراق
22 تموز 2024, 10:20

"نحن بحاجة إلى التوقّف والتأمّل في إيماننا بجدّيّة": البطريرك ساكو

تيلي لوميار/ نورسات
في أعقاب الانتهاء من جلسات مجمع الكنيسة الكلدانيّة في دورته السنويّة العاديّة الذي انعقد من 15 تمّوز/يوليو 2024، ولغاية 19 منه، برئاسة البطريرك الكردينال لويس روفائيل ساكو، في الصرح البطريركيّ في المنصور/ بغداد، وجّه البطريرك رسالةً إلى أبناء الكنيسة الكلدانيّة في العراق والعالم حاثًّا إيّاهم إلى العودة إلى ينبوع الروحانيّة الكلدانيّة الأصيلة، حسبما ورد في موقع الكنيسة الكلدانيّة.

 

إذًا، وجّه الكردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكنيسة الكلدانيّة رسالةً إلى أولاد الكنيسة قال لهم فيها: "الإيمان نورٌ يُضيء قلبَنا لتقبّل كلمة الله. الإيمان مرتبط بالحبّ والإصغاء إلى ما يقوله الله لنا، وما تحمله كلمته من الرجاء، لنجسِّده في تفاصيل حياتنا اليوميّة.

أدعوكم في هذه الظروف إلى التأمّل بهذه الأمثلة الأصيلة الثلاثة من إرثنا الروحيّ: إبراهيم، والمجوس، وتوما، لكي يُفيض الله نِعَمه في قلوبنا، فنصير بناته وأبناءه: "أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله"(يو 1/ 12).

هذه اللحظات المتواصلة مع الربّ بالإصغاء والصلاة، والمفعَمة بالنِعَم تدعم مسيرتنا المسيحيّة، وتساعدنا على جلب العديدين إلى الله كما فعل إبراهيم والمجوس وتوما الرسول.

نحن أمام ثلاثة لقاءات هي ثلاث ليتورجيّات لأنّ الليتورجيا الحيّة هي الاحتفال بسرِّ لقاء الله والإنسان، أمّا العناصر الأخرى فتدور حول هذا الحضور الإلهيّ بين المؤمنين".

تابع البطريرك شرحه قال:  

" 1. ليتورجيا إبراهيم. إبراهيم من أور الكلدانيّين، يكشف لنا وجه الله.

ولد إبراهيم من تارَح ابن ناحور "في أُورِ الكَلْدانِّيين، مَسْقَطِ رأسِه" (تكوين 11/ 27). هذا الوجه الروحيّ النيّر، قَلَبَ إيمانُه حياتَه رأسًا على عقب: "وقالَ الرَّبُّ لأَبْرام: ] اِنطَلِقْ مِن أَرضِكَ وعَشيرَتكَ وبَيتِ أَبيكَ، إلى الأَرضِ الَّتي أُريكَ. وأنا أَجعَلُكَ أُمَّةً كَبيرة وأُبارِكُكَ وأُعظِّمُ اسمَكَ، وتَكُونُ بَركَة[ (تك 12/ 1-2).

إبراهيم الذي تقبّل كلمة الله بالتزام مطلق، وترك مدينته وأهله وأبدا الاستعداد للتضحية بابنه حبًّا بالله، يرسّخ فينا الرجاء".

تابع البطريرك ساكو: "2. المجوس: ليتورجبا الميلاد. المجوس من المشرق، لنكن النجم الذي يُرشِد إلى المسيح".

"يقول الإنجيليّ لوقا: ]ولمَّا وُلِدَ يسوعُ في بَيتَ لَحمِ اليهودِيَّة، في أيَّامِ المَلِكِ هيرودُس، إِذا مَجوسٌ قدِمُوا أُورَشليمَ مِنَ المَشرِق وقالوا: أَينَ مَلِكُ اليهودِ الَّذي وُلِد؟ فقَد رأَينا نَجمَه في المَشرِق، فجِئْنا لِنَسجُدَ لَه[ (مت 2/ 1-2) . أتوا من المشرق، بلاد ما بين النهرين، يقودهم النجم إلى حيث الطفل يسوع ليسجدوا له. لقد تجشَّم هؤلاء المجوس المخاطر في سبيل الوصول إلى حيث هذا الطفل الإلهيّ وسَجَدوا له".

أردف البطريرك: "يعلّمنا هؤلاء المجوس كيف نجد الطريق إلى المسيح ونسجد له، ونجعل إيماننا حيًّا، وليس ممارسة سطحيّة. لنكن نجمًا نقود الناس الذين نعيش معهم إلى المسيح، كما فعل آباؤنا الأوائل الذين حملوا الإنجيل إلى بلاد فارس وأفغانستان والهند والفليبّين والصين وبلدان الخليج".  

أكمل البطريرك قال: "3. توما الرسول: ليتورجيا القيامة. توما الرسول، المسيح معنا وفي داخلنا.

توما أمام يسوع القائم من بين الأموات يخرُّ على قدميه ساجدًا ويعترف بتأثُّر: ]ربّي وإلهي[ (يو 20/ 29). يعلّمنا الرسول توما ما هي الطريق التي يتعيّن علينا اتّباعها لنكون مع يسوع: ]يا ربّ، لسنا نعرف الطريق أين تذهب؟ فأجابه يسوع:  أَنا الطَّريقُ والحَقُّ والحَياة[ (يوحنّا 14/ 6).

ثمّ، أمام تخوّف التلاميذ يدعوهم توما بقوّة (ونحن معهم) لاتّباع يسوع إلى النهاية: ]فَلْنَمْضِ نَحنُ أَيضًا لِنَموتَ معَه[ (يو 11/ 16). أحيانًا كثيرة، نظلّ مرتبطين بأنفسنا، ونركّز على ذاتنا فلا نقدر أن ننفتح على الإصغاء، وإقامة كذا علاقة وجدانيّة".

واختتم البطريرك ساكو كلمته قال: "ثمّة حاجة إلى التوقّف والتأمّل في إيماننا بجدّيّة، لنعيش حياة مسيحيّة حقيقيّة مفعمة بالحبّ والرجاء".