دينيّة
06 شباط 2017, 06:54

"مَنْ تُرَاهُ ٱلوَكِيلُ ٱلأَمِينُ ٱلحَكِيمُ الَّذي يُقِيمُهُ سَيِّدُهُ عَلَى خَدَمِهِ لِيُعْطِيَهُم حِصَّتَهُم مِنَ الطَّعَامِ في حِينِهَا؟"

ما معنى الوكيل؟ وما هي الحكمة؟ يقيم الله الوكيل على خدمة الآخرين، يعني يحمّله مسؤوليّة الاهتمام بالآخرين إذاً من هو هذا الشّخص الّذي أوكل مهمّة الاهتمام بالآخرين؟ هل هو كاهن الرعيّة أم ابن الرّعيّة المؤمن؟

 

أسئلة تطرح اليوم لتحمّل كلّ شخص مسؤوليّة الاهتمام بالآخر بأمانة وحكمة: وما أصعب التّحلّي بالحكمه الحقيقيّة، كهنة كثيرون يدّعون الاهتمام بالرّعيّة ويدّعون الحكمة بتصرّفاتهم. وما تكون نتيجة هذه الادّعاءات إلّا تلبية لمصالح شخصيّة تصبّ في الذّات الأنانيّة لأنّ التّحلّي بالحكمة كما يقول القدّيس أغسطينس هو حبٌّ للحكمة لذاتها أيّ لجمالها الّذي يجعلني أبعد عن كلّ راحة شخصيّة أو علاقة صداقة تفيدني بعيداَ عن أمانتي للآخر المسؤول عنه، فيبقى السّؤال الّذي يطرح ذاته على كلّ مؤمن وعلى كلّ كاهن: هل الوكيل الأمين هو الكاهن الّذي يقفل أبواب كنيسته لأنّه يتعب أو يتفادى الإزعاج؟ أم هو الكاهن الّذي يستقبل المؤمن في كلّ وقت وفي كلّ مناسبة؟ هل هو الكاهن الّذي ينتقي المؤمنين الّذين عليه الاهتمام بهم حسب المستوى الاجتماعيّ أو الاقتصاديّ؟ أم هو الّذي يكون على مثال يسوع يبحث عن الفقير والمهمّش والمتروك؟ هل الوكيل الأمين هو المؤمن الّذي يقوم بعمله لواجب أو لإرضاء سيّده ظاهريّاً؟ أم هو الّذي يخدم ويبحث ويتعب من أجل حقيقة واحدة وهي التّعبير عن الحبّ الّذي زرعه الله في داخله ليكون علامه فارقة بالخدمة والعطاء؟

نعم! من يرسم الخطط ويقوم بمشاريع الخدمة ويفقد الأمانة في عمله والحبّ الصّادق المحفّز لكلّ رسالة هو ليس بوكيلٍ أمين ولا بحكيمِ ولكن بالرّغم من وجود أشخاص وكهنة غير أمناء في الخدمة: انتقائيّن وممثّلين نحن نؤمن أنّ المصدر الحقيقيّ لكلّ خير والمحفّز الأوّل هو الله الّذي بروحه القدّوس يمكنه أن يحيي كلّ ميت وأن يوقظ كلّ نائم وأن يحرّر كلّ كاهن فتكون القيامة الحقيقيّة في كلّ نفس لتشهد على قيامة الكنيسة بيسوع المسيح مخلّصها.