الأراضي المقدّسة
18 حزيران 2024, 09:20

"معاناة الأطفال أمر لا يمكن القبول به، وعلى الجميع التعقّل والتفكير": الكردينال زوبي

تيلي لوميار/ نورسات
زار الكردينال ماتّيو زوبي، رئيس مجلس أساقفة إيطاليا مدينة بيت لحم على رأس وفد يضمّ مئة وستّين شخصًا قدموا من مختلف المدن الإيطاليّة للمشاركة في رحلة الحجّ إلى الأرض المقدّسة التي تجري تحت عنوان "سلام وتضامن"، وكانت في استقباله شيرين خميس من مكتب التواصل التابع لمستشفى "كاريتاس" الذي يُعتبر المستشفى الوحيد من نوعه في الضفّة الغربيّة، حسبما جاء في "فاتيكان نيوز".

 

شاهد الكردينال زوبي فيلمًا وثائقيًا يتناول تاريخ المرفق الصحّيّ الذي يحتفل هذا العام بالذكرى السنويّة الحادية والسبعين لإنشائه، والذي لم تنقطع خدماته طوال العقود السبعة الماضية. يتحدّث الفيلم عن وجود أكثر من أربعمئة وعشرة آلاف طفل في المنطقة دون الثامنة عشرة من العمر، وممّا لا شكّ فيه أنّ تاريخ المستشفى المعاصر يخبر عن الحرب، لا سيّما الحرب الدائرة اليوم في قطاع غزّة والتي تزيد من صعوبة تنقّل العائلات الساعية إلى توفير العلاج لأطفالها، هذا ناهيك عن مشكلة الاكتظاظ التي يعاني منها المستشفى.

في هذا الإطار، قالت شيرين خميس إنّ الحرب زادت من تفاقم الأوضاع الاقتصاديّة التي كانت صعبة أصلًا، مشيرة إلى أنّ غياب السيّاح والحجّاج أدّى إلى فقدان الكثير من فرص العمل وبالتالي باتت العائلات عاجزة عن تسديد كلفة العلاج وعلى الرغم من ذلك كلّه، لا يزال المستشفى يلعب دوره، كي يساعد الأطفال المرضى، لافتًة إلى أنْ، في منتصف شهر آذار-مارس الماضي وصل إلى بيت لحم ثمانية وستون طفلًا في قطاع غزّة، وتمّت استضافتهم في مركز متخصّص واليوم تهتمّ بهم منظّمة "قرى الأطفال SOS"، ويوفّر المستشفى لهم الرعاية الطبّيّة.

تحدّث رئيس مجلس أساقفة إيطاليا إلى الأطبّاء والممرّضات. وقال "إنّنا اليوم في مكان تجد فيه آلام العديد من الأطفال العلاج، بيد أنّ هذا الأمر لا يحصل دائمًا، لذا من الأهمّيّة بمكان أن ننطلق من هنا لنفهم ما هي احتياجات الصغار، كي نسعى إلى تلبيتها وضمان حقوقهم".  

أضاف قائلًا: "إنّ معاناة الأطفال أمر لا يمكن القبول به، ولا بدّ من حمل الكبار على التعقّل والتفكير. لا بدّ من  العمل لأجل توفير حياة أفضل للصغار، مشيرًا إلى أنّ الحقد ومنطق القوّة، وعدم الشعور بمعاناة الآخرين، والتفكير بالمصالح الخاصّة وحسب، كلّها أمور تولّد العنف وتحصد ضحايا أبرياء، لا سيّما بين الأطفال".

ختم رئيس مجلس أساقفة إيطاليا بالقول إنّ مغزى زيارة الحج التي يقوم بها هو فهم معاناة السكّان والسعي إلى التعامل معها بواسطة المحبّة، والقرب، والمساعدة والصلاة، كي يجد المسؤولون القوّة والشجاعة اللازمتين للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار والجلوس إلى طاولة الحوار.