الفاتيكان
21 تشرين الثاني 2024, 06:40

"مصير الكنيسة في إيران، "القطيع الصغير"، عزيز جدًّا على قلبي": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
إستقبل البابا فرنسيس المشاركين في الندوة الثانية عشرة لدائرة الحوار بين الأديان مع "مركز الحوار بين الأديان والثقافات" في طهران، بحسب "فاتيكان نيوز".

 

قال البابا فرنسيس لضيوفه المشاركين في الندوة 12 لدائرة الحوار بين الأديان: "هذا تعاون طويل يجب أن نفرح به جميعًا لأنّه يصبّ في صالح ثقافة الحوار، موضوع أساسيّ وعزيز جدًّا بالنسبة إليّ، فمصير الكنيسة الكاثوليكيّة في إيران، "القطيع الصغير"، عزيز جدًّا على قلبي. أنا على دراية بوضعها والتحدّيات التي تواجهها لكي تواصل مسيرتها وتشهد للمسيح وتقدّم مساهمتها لخير المجتمع بأسره، بعيدًا عن التمييز الدينيّ أو العرقيّ أو السياسيّ.

أهنّئكم على اختيار موضوع هذه الندوة: "تربية الشباب، وبخاصّة في العائلة: تحدٍّ للمسيحيّين والمسلمين". موضوع جميل جدًّا! فالعائلة، مهد الحياة، هي المكان الأوّل للتربية. فيها يخطو المرء خطواته الأولى ويتعلّم الإصغاء والتعرّف على الآخرين واحترامهم ومساعدتهم والعيش معهم. يمكن العثور على عنصر مشترك في تقاليدنا الدينيّة المختلفة في المساهمة التربويّة التي يقدّمها المسنّون للشباب؛ فالأجداد بحكمتهم يضمنون التربية الدينيّة لأحفادهم ويشكّلون حلقة وصل حاسمة في العلاقة العائليّة بين الأجيال. إنّ تكريم الأجداد هو أمر في غاية الأهمّيّة. وهذا التديُّن الذي يُنقل من دون شكليّات وبشهادة الحياة يعتبر ذا قيمة كبيرة لنمو الشباب. وأنا لا أنسى أنّ جدّتي هي التي علّمتني كيف أصلّي".

أضاف البابا يقول: "من الممكن أيضًا أن نجد تحدّيًا تربويًّا مشتركًا، للمسيحيّين والمسلمين، في الأوضاع الزوجيّة المعقّدة الجديدة ذات التباين في الدين. في هذه السياقات العائليّة يمكننا أن نجد مكانًا مميّزًا للحوار بين الأديان. إنّ ضعف الإيمان والممارسة الدينيّة في بعض المجتمعات له تأثيرات مباشرة على العائلة. نحن نعلم مدى التحدّيات التي تواجهها في عالم يتغيّر بسرعة ولا يسير دائمًا في الاتّجاه الصحيح. ولهذا السبب، تحتاج العائلة إلى دعم الجميع، بما في ذلك دعم الدولة، والمدرسة، والجماعة الدينيّة التي تنتمي إليها، والمؤسّسات الأخرى، لتتمكّن من أداء مهمّتها التربويّة على أفضل وجه".

أكمل البابا كلامه: "من بين المهام المختلفة للعائلة التثقيف و"السكنى" خارج حدود البيت. والحوار بين المؤمنين من مختلف الديانات يفعل ذلك بالضبط، فهو يسمح للمرء أن يكون منفتحًا على اللقاء في العائلة البشريّة العالميّة الكبرى. ولكن لكي يأتي الحوار مثمرًا، يجب أن يستوفي شروطًا عدّة: يجب أن يكون منفتحًا وصادقًا ومحترمًا وودودًا وملموسًا. هذا النمط يسمح لنا بأن نكون ذا مصداقيّة...من دون أن ننسى أبدًا أنّنا سنقدّم لله حسابًا عمّا نفكّر فيه ونقوله ونفعله.

تتمّ تربية الأجيال الشابّة من خلال التعاون الأخويّ في مسيرة البحث عن الله. في هذا المسعى، لا يجب أن نتعب أبدًا من الكلام والعمل من أجل كرامة كلّ شخص وكلّ جماعة وكل شعب وحقوقهم. لأنّ حرّيّة الضمير وحرّيّة الدين هما حجر الزاوية في بناء حقوق الإنسان. والحرّيّة الدينيّة لا تقتصر على أن يمارس المرء عبادته، بل هي تسمح له بأن يكون حرًّا بشكل كامل في اتّخاذ القرار في مجال معتقده وممارسته الدينيّة".

إختتم البابا كلمته بالقول إنّ عالمنا منقسم وممزّق بسبب الكراهية والتوتّرات والحروب والتهديدات بالصراع النوويّ. وهذا الوضع يدفعنا، نحن المؤمنين بإله السلام، إلى الصلاة والعمل من أجل الحوار والمصالحة والسلام والأمن والتنمية المتكاملة للبشريّة جمعاء...