الفاتيكان
03 حزيران 2024, 06:40

"مدعوّون لنصبح ما نأكل، إفخارستيّين": البابا فرنسيس

تيلي لوميار/ نورسات
إحتفل البابا فرنسيس، في الأحد الثالث من زمن العنصرة، بقدّاس عيد الجسد الإلهيّ. أتت قراءة الإنجيل بحسب القدّيس مرقس (مر 14: 12-26) التي تخبر عن العشاء الأخير، وحول هذا تأمَّل البابا، كما نقلت "أخبار الفاتيكان".

 

قال البابا فرنسيس: "نحتفل اليوم، في إيطاليا وفي بلدان أخرى، بعيد الجسد الإلهيّ. يخبرنا إنجيل ليتورجيا اليوم عن العشاء الأخير (مر 14، 12- 26)، الذي يقوم فيه الربّ بتسليم ذاته: في الواقع، في الخبز المكسور وفي الكأس المقدّمة للتلاميذ، هو الذي يبذل نفسه من أجل البشريّة جمعاء، ويقدّم نفسه لحياة العالم.

في هذه الحركة ليسوع الذي يكسر الخبز، هناك جانب مهمّ يشدّد عليه الإنجيل بالكلمات "أعطاهم إيّاه" (آية 22). في الواقع، تذكُر الإفخارستيّا أوّلا وقبل كلّ شيء بُعدَ العطيّة. أخذ يسوع الخبز لا ليأكله بنفسه، بل ليكسره ويعطيه للتلاميذ، معلنًا بذلك هويّته ورسالته. لم يحتفظ بالحياة لنفسه، بل أعطانا إيّاها. لم يعتبر كونه الله كنزًا، بغيرة، بل جرّد نفسه من مجده ليشاركنا إنسانيّتنا ويسمح لنا بدخول الحياة الأبديّة (فيلبي 2، 1- 11)."  

تابع البابا قال: "لنفهم إذًا أنّ الاحتفال بالإفخارستيّا وتناول هذا الخبز، ليس عبادة منفصلة عن الحياة أو مجرّد لحظة عزاء شخصيّ. يجب أن نتذكّر دائمًا أنّ يسوع أخذ الخبز وكسره وأعطاهم إيّاه، وبالتالي، فإنّ الشركة معه تجعلنا قادرين أيضًا على أن نصبح خبزًا مكسورًا للآخرين، وقادرين على مشاركة ما نحن عليه وما لدينا. قال القدّيس ليون الكبير: "إنّ مشاركتنا في جسد المسيح ودمه تجعلنا نصير ما نأكل" (عظة الآلام، 7).

هذا هو ما نحن مدعوّون إليه: أن نصبح ما نأكله، وأن نصبح "إفخارستيّين"، أي أشخاصًا ما عادوا يعيشون لأنفسهم في منطق التملّك والاستهلاك، لا، بل أشخاصًا يعرفون كيف يجعلون حياتهم عطيّة للآخرين."

وأكمل البابا فرنسيس شرحه: " هكذا، بفضل الإفخارستيّا، نصبح أنبياءً وبناةً لعالم جديد: عندما نتغلّب على الأنانيّة وننفتح على المحبّة، وعندما ننمي روابط الأخوّة، وعندما نشارك في آلام الإخوة والأخوات ونتقاسم الخبز والموارد مع المحتاجين، وعندما نوفّر مواهبنا للآخرين، ثمّ نكسر خبز حياتنا مثل يسوع."

وكالعادة طرح الأب الأقدس بضعة أسئلة على ذاته ودعا متابعينه إلى طرحها هم أيضًا على ذواتهم: هل أحتفظ بحياتي لنفسي فقط، أم أعطيها مثل يسوع؟ هل أنفق من ذاتي من أجل الآخرين أم أنّني منغلق في ذاتي الصغيرة؟ وفي مواقف الحياة اليوميّة، هل أعرف كيفيّة المشاركة، أم أبحث دائمًا عن مصلحتي الخاصّة؟"

وختم البابا بالصلاة إلى والدة الإله: "فلتساعدنا مريم العذراء، التي استقبلت يسوع، الخبز النازل من السماء، وأعطت ذاتها بالكامل معه، لنصبح هديّة محبّة، متّحدين مع يسوع في الإخارستيّا."