"ليهبنا الربّ يسوع بشفاعة أمّه العذراء الثبات في الإيمان في وسط المِحَن": المطران عبد الساتر
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:
"-عيد الحبل بها بلا دنس هو عيد أمّنا جميعًا التي منذ ولادتها عاشت مع الله الآب علاقة حميمة ملؤها الرجاء والإيمان والمحبّة. إنّه عيد تلك الصبيّة التي جاءها الملاك مبشّرًا فصدّقت وأطاعت لأنَّ ما قيل لها هو من عند الله الصادق والأمين لوعوده حتّى ولو كان كلامه صعب التصديق ووعده مخالفًا للمنطق ولأنظمة الطبيعة.
-عيد الحبل بها بلا دنس هو عيد المرأة التي آمنت بأنّ المولود منها هو ابن العليّ والمسيح المخلّص المنتظر. فأحبّته وخدمته واعتنت به وعظّمت الله الآب من أجله وشهدت لقيامته وبشّرت بها فكانت المثال لنا في إيمانها ورجائها ومحبّتها.
-لنصلِّ دائمًا إلى الربّ يسوع حتّى يهبنا بشفاعة أمّه مريم العذراء الثبات في الإيمان في وسط المِحَن، والرجاء في ساعات الحزن والألم، والفرح والسلام في قلوبنا وفي وطننا وفي منطقتنا.
-وإنني أنتهزها فرصة لأهنّىء أخواتي الراهبات وعائلة هذه المدرسة بمرور مئة وثلاثين سنة على قيامها واستمرارها على الرغم من الحروب والأزمات الاقتصاديّة المتكرّرة وعلى الرغم من الغلاء وضيق الحال.
-إخوتي وأخواتي، تستمرّ هذه المدرسة بتضحيات أخواتنا الراهبات أوّلًا وبعنادهنّ في متابعة رسالتهنّ مع أطفالنا وشبابنا وصبايانا. إنّها تستمرّ بتعبهنّ حتّى آخر النهار، هنَّ اللواتي تركن عائلاتهنّ وأوطانهنّ وتخلّيْن عن طموحاتهنّ وأحلامهنّ ليعشْن بيننا ويخدمْن الربّ ويُعنَيْن بتربية أولادنا بمحبّة عظمى وبمجّانيّة. فشكرًا لكنَّ.
-وهذه المدرسة تستمرّ أيضًا بتعب المعلّمين والموظّفين والأهل وبتضحياتهم وبمحبّة كلِّ واحدٍ وواحدةٍ منكم. وإنّني أتمنّى أن تدوم أيضًا لسنين طويلة شهادة وعلامة على محبّة الربّ لكلِّ إنسان وخصوصًا لصغار هذا العالم.
-إخوتي وأخواتي، نحن مدعوّون جميعًا، إلى أن نعمل بكدٍّ من أجل حماية هذه المدرسة والمدارس كلّها، لأنّ العلم والتربية هما الأساس في بناء كلّ مجتمع صالح ومزدهر. فلنطالب الدولة بالقيام بواجباتها تجاه المدرسة الخاصّة كما الرسميّة لأنّ العلم هو حقّ لنا وكذلك اختيار المدرسة المناسبة لأولادنا، ولا يمكن لأحد أن يهضم هذا الحقّ. آمين".
وفي ختام القدّاس الإلهيّ كانت كلمة للأخت أنيتا شينو شكرت فيها راعي الأبرشيّة لتلبيته الدعوة وقالت "هذه المدرسة هي بيتكم راعينا، أبوابها مفتوحة دائمًا أمام الجميع وما من غريب فيها، والكلّ في بيته عندما يتواجد في كنفها. صحيح أنّ ١٣٠ سنة ليست بيوبيل لكنّها تاريخ وحياة مستمرّة ولن تتوقّف، لذا نحن بحاجة إليكم دومًا أنتم الأهل والطلّاب، وأشكر في هذه المناسبة الجوقة التي كانت على قدر الثقة والمستوى، كما أشكركم أنتم الأساتذة الذين تشكلّون أعمدة المدرسة... "