"لِنصغِ إلى صوت المسيح الذي يدعونا إلى العمل والإلحاح": الأرشمندريت نقولا حكيم
بعد الإنجيل المقدّس، ألقى الأرشمندريت حكيم كلمة، جاء فيها: "نجتمع اليوم في كاتدرائية سيّدة النجاة، لنحتفل بعيد تأسيس حركة لبنان الشباب في ذكراها الحادية والثلاثين. يروي لنا إنجيل لوقا قصّة الأعمى الجالس على الطريق قرب أريحا، الذي لم يمنعه لا عماه ولا اعتراض الناس من إعلاء الصوت والصراخ بإيمان: "يا يسوع ابن داود، ارحمني!" (لوقا 18:38). صرخته كانت شهادة إيمان حيّ وملحّ، إيمان لم يضعف أمام الحواجز، بل كان مصرًّا على طلب الرحمة من الربّ، حتّى نال ما أراد وشفاه يسوع قائلُا: "إيمانك خلّصك" (لوقا 18:42).
يعلّمنا هذا الأعمى درسًا ثمينًا في الإلحاح في الإيمان. كما أنّ صرخته حرّكت قلب المسيح، هكذا إلحاحنا في الطلب والصلاة يجب أن يحرّك السماء. هذا الإلحاح ليس فقط بالكلام، بل أيضًا بالأعمال التي تعبّر عن إيماننا وتوجّهنا نحو الخير والرحمة."
وتابع حكيم: "نحن اليوم أمام نموذجٍ حيّ عن هذا الإلحاح، متمثّلًا في حركة لبنان الشباب. لواحد وثلاثين عامًا، لم يتوقّفوا عن الصراخ، ليس طلبًا لأنفسهم، بل طلبًا لخير لبنان وأبنائه، وخصوصًا في دعمهم المستمرّ لجيشنا اللبنانيّ البطل. إنّ هذه الحركة، بشابّاتها وشبابها، أثبتت أنّ الإيمان ليس كلمات تُقال، بل أفعال تُترجم على أرض الواقع.
إلحاحهم في دعم الجيش اللبنانيّ هو شهادة حبّ للوطن. الجيش، الذي يُمثّل أماننا وسندنا، هو العمود الفقريّ الذي يحمي أرضنا من الأخطار، ويحافظ على وحدة بلدنا وسط العواصف. وكما صرخ الأعمى طلبًا للرحمة، تصرخ جمعيّة لبنان الشباب بأعمالها لدعم هذا الجيش، لتقول للعالم إنّ لبنان لا يزال حيًّا بفضل رجاله المخلصين."
ندعوكم جميعًا، أنتم الذين تسيرون في طريق الخدمة والعدل، أن تكونوا مِثل الأعمى الذي أصرّ على أن ينال بركة الربّ، وأن تلحّوا بإيمان وعمل مشترك من أجل خلاص لبنان."
وختم المتروبوليت بالقول: "إنّ كاتدرائيّة سيّدة النجاة، التي تجمعنا اليوم، هي رمز أمومة العذراء الروحيّة لنا في هذه المدينة العظيمة زحلة، حيث تجمعنا مريم البتول الفائقة القداسة وتدعونا دائمًا إلى أن نصلّي ونعمل بإلحاح من أجل الخير. وكما قالت هي في قانا الجليل: "افعلوا ما يقوله لكم" (يوحنا 2:5)، هكذا علينا أن نصغي إلى صوت المسي